صعود نجم إسماعيل هنية.. حكاية قائد حماس




ما كان لي أن أتوقع وأنا أخط تلك السطور عن إسماعيل هنية قبل سنوات، بأنه سيصبح يومًا ما رئيسًا لحركة حماس في غزة.
فقد كان هنية آنذاك مجرد ناشط شاب في الجناح العسكري لحماس، وبعد توليه قيادة الحركة خلفًا للشيخ الشهيد أحمد ياسين، بدأ هنية ينسج خيوط نفوذه وسيطرته على مقاليد الأمور في الحركة، مستفيدًا من قدراته التنظيمية والدبلوماسية.

ولعل ما ساعد هنية على تعزيز مكانته داخل حماس هو قدرته الفائقة على التوفيق بين التيارات المختلفة داخل الحركة، فقد كان حريصًا على إرضاء جميع الأطراف، وهو ما أكسبه احترام وتقدير الجميع.

الطريق إلى القمة
وُلد هنية في مخيم الشاطئ للاجئين في قطاع غزة عام 1963، وانضم إلى حركة حماس في سن مبكرة، حيث شارك في العديد من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى اعتقاله وسجنه عدة مرات.

وبعد خروجه من السجن، واصل هنية نشاطه السياسي والدعوي، وأصبح أحد أبرز قادة حماس، وأشرف على العديد من الملفات المهمة، بما في ذلك العلاقات الخارجية للحركة.

وفي عام 2006، فازت حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وأصبح هنية رئيسًا للوزراء، لكن حكومته لم تتمكن من الصمود أمام الضغوط الدولية والإسرائيلية، مما أدى إلى اندلاع الحرب على غزة عام 2008.

وبعد الحرب، انتخب هنية رئيسًا لحركة حماس في قطاع غزة، حيث قاد الحركة خلال العديد من التحديات، بما في ذلك الحصار الإسرائيلي المستمر والانقسام الفلسطيني.

رؤية هنية
يؤمن هنية بأن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، لكنه يؤكد أيضًا على أهمية العمل السياسي والدبلوماسي، وهو يسعى إلى بناء علاقات جيدة مع جميع الدول العربية والإسلامية.

ويرى هنية أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية وإسلامية، ويجب أن يكون هناك جهد عربي وإسلامي مشترك لدعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته.

الإرث
بغض النظر عن الخلافات السياسية، لا يمكن إنكار الدور المهم الذي لعبه إسماعيل هنية في تاريخ حركة حماس، فقد قاد الحركة خلال بعض أصعب الفترات، وحافظ على وحدتها وتماسكها.

وسيبقى هنية أحد الشخصيات الرئيسية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسوف يتوقف حجم إرثه على قدرته على تحقيق رؤية حماس في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

نداء
في الختام، أدعوكم إلى التعرف على إسماعيل هنية وقصته الملهمة، ففي رحلته الطويلة، واجه هنية العديد من التحديات والصعوبات، لكنه لم يستسلم أبدًا، وظل ثابتًا على مبادئه وقيمه.

وآمل أن تكون قصة هنية مصدر إلهام لكثير من الشباب، وأن تدفعهم إلى السعي وراء أحلامهم والعمل على تحقيقها، مهما كانت التحديات التي تواجههم.