ولدت صفية بن زقر في عام 1940، ونشأت في أحضان مدينة جدة القديمة، وقد جسدت روح هذه المدينة وألوانها وروائحها في أعمالها الفنية. امتزجت موهبتها الفنية المبكرة مع حبها العميق لتراثها، فخلق هذا المزيج الفريد أسلوبًا فنيًا مميزًا تتميز به.
لم تكن رحلة صفية سهلة، فقد كانت امرأة في مجتمع محافظ، وكانت الفنون التشكيلية مجالًا غير مألوف نسبيًا للنساء. ومع ذلك، لم تستسلم لقيود المجتمع، بل حاربته بشجاعة وحماس.
كان معرضها الفردي الأول في دار الحنان في جدة بمثابة نقطة تحول في حياتها المهنية. عرضت لوحاتها نابضة بالحياة الحياة اليومية في درب جدة، وألقت الضوء على جمال العمارة التاريخية وثقافة المدينة الغنية. لاقى معرضها استقبالًا جيدًا من قبل النقاد والجمهور على حد سواء، وأطلق مسيرتها الفنية الرائدة.
لم تكتف صفية بالرسم فقط، فقد كانت أيضًا من أوائل الذين نادوا بدعم وتطوير الفنون في المملكة العربية السعودية. في عام 2000، أسست دار صفية بن زقر، متحفها الخاص في جدة، والذي أصبح مركزًا حيويًا للثقافة والفنون. وفي هذا المكان المميز، أقامت المعارض، وورش العمل، والمحاضرات، ودعمت الفنانين الشباب.
لطالما كانت صفية بن زقر مصدر إلهام ليس فقط للفنانين ولكن أيضًا لجميع السعوديين. لقد أظهرت للعالم أن المرأة السعودية قادرة على تحقيق أي شيء إذا كان لديها الشجاعة والإصرار. وسوف يتردد صداها كرائدة في الفن السعودي لأجيال قادمة.