صلاة التهجد: رحلة روحية في ظلمة الليل




في جنح الليل الساكن، عندما يخلد العالم إلى النوم، تستيقظ أرواحنا وتتطلع إلى السماء. هي ساعة التهجد، حيث نلتقي بخالقنا في محراب الخشوع والعبادة.
عندما تهمد ضوضاء اليوم وتسكن عواصف الروح، نجد أنفسنا في عتمة الليل، وحدنا مع أفكارنا وأحلامنا. وفي هذه اللحظات الهادئة، تتحول صلاة التهجد إلى جسر يربطنا بالعالم الآخر.
في هذه الصلاة الهادئة، نرفع أيدينا تضرعًا إلى الله، نتوسل المغفرة والتوجيه. نطهر قلوبنا من هموم الدنيا ونعمرها بأنوار السماء. في ظلام الليل، تضيء صلاتنا كمنارة أمل، تهتدي بها خطواتنا في رحلتنا الدنيوية.
تقول الأسطورة أن في ثلث الليل الأخير ينزل الله إلى الأرض وينعم على عباده المتعبدين. فتلك ساعة عظيمة الأجر، حيث يجود الله على عباده بالمغفرة والرحمة. ومن يواظب على صلاة التهجد يجد فيها طمأنينة الروح وراحة القلب.
ولصلاة التهجد آدابها التي تحفظ لها قدسيتها:
  • أن تُؤدى في الثلث الأخير من الليل، ويفضل بعد منتصف الليل.
  • أن تُؤدى ركعتين أو أكثر، ويفضل أن تكون ركعتين اثنتين.
  • أن تؤدى بخشوع وطمأنينة، وأن يتدبر المصلي ما يقرأ من القرآن الكريم.
  • أن تُختم بالدعاء والتضرع إلى الله.
في صلاة التهجد، نجد فرصة للتواصل مع ذواتنا والتأمل في مسار حياتنا. نستعيد ذكريات الماضي ونخطط لمستقبل مشرق. إنها رحلة روحية تمنحنا القوة والسلام في خضم متاعب الحياة.
فواظب على صلاة التهجد، فإنها مفتاح الخيرات وسعادة القلوب.