صلاة الجمعة: جواز حضور النساء وأثرهن في إحياء المسجد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،،
صلاة الجمعة لها مكانة خاصة في الإسلام، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الصلاة، وهي شعيرة من شعائر الله تعالى، تجمع المسلمين في مكان واحد، في وقت واحد، يومياً، في كل بقعة من بقاع العالم، فيظهر وحدتهم وقوتهم، ويذكرهم بخالقهم، وبواجبهم نحو أنفسهم ووطنهم، وبما يجب عليهم تجاه بعضهم البعض.
جواز حضور النساء لصلاة الجمعة
اختلف العلماء حول جواز حضور النساء لصلاة الجمعة، فبعضهم منع النساء من حضور صلاة الجمعة، وبعضهم أجازه، وحجتهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعت النداء يوم الجمعة، فأقبل غير مكره ولا مضيع، واغتسل إن استطعت، واستوك إذا شئت، ثم ائت المسجد ولا تخترق الصفوف، وصل ما كتب لك، فإذا فرغت فصل وسلم).
وقال أنس رضي الله عنه: (..فمن توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فاستمع وأصغى غفر له ما بين الجمعة التي أتى فيها إلى الجمعة التي تليها وقيل له: زد ثلاثة أيام). ولم يرد في الأحاديث ما يدل على منع النساء من حضور صلاة الجمعة، وهذا يدل على جواز حضورهن لصلاة الجمعة، بشرط أن لا يتطيبن أو يلبسن الحرير.
أثر حضور النساء في إحياء المسجد
إن حضور النساء لصلاة الجمعة له أثر كبير في إحياء المسجد، فالمرأة مربية الأجيال، وحضرتها لصلاة الجمعة يجعلها قدوة حسنة لبناتها وزوجها، ويزيد من تعلقها بالمسجد، وإحساسها بالمسئولية تجاه دينها ووطنها، ويجعلها أكثر حرصاً على طاعة الله تعالى، وتنفيذ أوامره، واجتناب نواهيه، وتجعلها أكثر التزاماً بتعاليم دينها.
شروط حضور النساء لصلاة الجمعة
إذا أرادت المرأة حضور صلاة الجمعة، فعليها أن تلتزم بضوابط معينة، حتى لا تثير الفتن، أو تسبب في الإزعاج، أو تضر بالصالح العام، ومن أهم هذه الضوابط:
- أن لا تتطيب ولا تلبس الحرير.
- أن تكون في مكان منفصل عن الرجال، ولا تختلط بهم.
- أن لا تحدث صوتاً، أو تشتت انتباه المصلين.
- أن تلتزم بالزي الإسلامي المحتشم.
- أن تحضر الوقت، ولا تؤخر الصلاة على المصلين.
ختاماً
إن حضور النساء لصلاة الجمعة له أثر كبير في إحياء المسجد، وفي زيادة الترابط بين أفراد المجتمع، وفي تعزيز القيم والأخلاق الحميدة، ولذلك يجب على المسلمات أن يحرصن على حضور صلاة الجمعة، وأن يلتزمن بالضوابط التي حددتها الشريعة الإسلامية، حتى لا يقعن في المحظور، أو يسببن الإزعاج للمصلين.