يطالعنا يوم عيد الفطر المبارك مشاهد مبشرة لقوة وتآلف وترابط المجتمع الإسكندري الكريم، وهو يصطف فى صفوف متراصة لإقامة صلاة العيد المبارك فى ميادين وحدائق الإسكندرية.
حقاً مشهد رائع يتصدره المحافظ يقف مع عامة الناس من الفقراء والأغنياء والشيوخ والشباب والنساء والرجال، يوحدهم صف واحد وقلب واحد، ويرفعون أكف الضراعة إلى المولى سبحانه وتعالى أن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء وكيد الأعداء.
صلاة العيد فى الإسكندرية تجمع بين مظاهر الفرح والتقوى، فهى تجمع ما بين مباهج الملابس الجديدة والأحذية اللامعة وبهجة الأطفال وهم يتناولون العيدية، فى مشهد يجمع بين الأصالة والحداثة، فالإسكندرانيون يحرصون حرصاً شديداً على إحياء هذا العيد بكل ما يحمله من معانٍ روحية ودينية.
وتحرص مساجد الإسكندرية فى يوم العيد على إقامة دورات المياه ونصب الخيام لإقامة الصلاة، إضافة إلى توزيع الحلوى والعصائر على المصلين بعد انتهاء الصلاة، كما تقيم بعض المساجد الكبرى محاضرات دينية عن معانى العيد، وعن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحث المسلمين على التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
وتنتشر فى ميادين الإسكندرية وحدائقها ألعاب الأطفال والمراجيح، ويتحول كل ميدان إلى ميدان أفراح، فتجوب فرق الكشافة والفتيات الطرقات والحدائق فرحين منشدين "عيد سعيد، كل عام وأنتم بخير".
وكثيراً ما تتبارى المساجد فى الإسكندرية على إقامة أجمل "زينة" احتفالاً بالعيد، فتزيّن الجدران الخارجية للجامع بالأنوار الجميلة، وتنشر الزهور والأعلام على مداخله ومخارجه، وتُعلق لافتات تهنئ المسلمين بحلول العيد، وتدعوهم إلى التمسك بتعاليم الدين الحنيف.
وعلى الرغم من توافر وسائل المواصلات الحديثة التى يمكنها أن تنقل المصلين بسهولة ويسر إلى المصلى، إلا أن الكثير من المسلمين يفضلون السير على الأقدام إلى المصلى، وذلك لأنها أحد السنن التى كان يحرص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويمثل يوم العيد فى الإسكندرية فرصة ذهبية للاحتفال والتقارب بين الجميع، كما أنه يعكس مدى عمق العادات والتقاليد الدينية فى نفوس أبناء عروس البحر المتوسط.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here