صلاة العيد في الإسكندرية.. مشهد حاشد في قلب عروس البحر




كان شوقي لرؤية صلاة العيد في أرض الإسكندرية منذ فترة طويلة، كانت والدتي تحدثني عنها كثيرًا وكيف أن الناس يرتدون ملابسهم البيضاء ويلتزمون بالصفوف في ساحة الميدان الشهير. قررت هذا العام أن أشهدها بنفسي وأن أستمتع بأجواء احتفالات العيد في عروس البحر الأبيض المتوسط.
وصلت إلى ميدان المنشية قبل شروق الشمس بقليل، حيث كنت أتوقع حشدًا كبيرًا، وهو ما حدث بالفعل. كان الميدان مليئًا بالناس من جميع الأعمار، يرتدون أزهى ملابسهم البيضاء. كانت الأجواء مبتهجة للغاية، حيث تبادل الجميع التهاني والعناق مع جيرانهم وأحبائهم.
مع بدء إقامة الصلاة، سادّ السكون، ووقف الجميع في خشوع متساوين، لم يكن هناك فرق بين غني وفقير أو كبير وصغير، لقد كنا جميعًا إخوة وأخوات في الإنسانية، نصلي لله جاهدين أن يقبل صيامنا وعبادتنا.
أحببت حقًا الشعور بالوحدة والتضامن الذي ينتج عن صلاة العيد، فقد تذكرت حديث التي قال فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وعندما انتهت الصلاة، بدأت الاحتفالات، حيث تبادل الناس الحلويات والمعايدات، وكان الأطفال يركضون حول الميدان، يضحكون ويلهون في جو من الفرح والبهجة.
كنت محظوظًا لأنني حضرت صلاة العيد في الإسكندرية، فقد كانت تجربة رائعة للغاية، لا أعتبرها مجرد مناسبة دينية، بل احتفالًا بالأخوة الإنسانية والوحدة التي يجب أن تسود في مجتمعاتنا.
إن صلاة العيد ليست مجرد طقس ديني، بل هي احتفال بالفرح والوحدة والتضامن، وهي مناسبة تجدد فيها أرواحنا وتقوي إيماننا، كما أنها تذكرنا بضرورة الحفاظ على علاقاتنا الوثيقة مع بعضنا البعض، وبأننا جميعًا إخوة وأخوات في الإنسانية، يجب أن ندعم بعضنا البعض ونحب بعضنا البعض بغض النظر عن الاختلافات التي قد تكون بيننا.