صلاح الدين التجاني: العالم المصري الشهير صاحب الطريقة الصوفية التي تحمل اسمه




يعتبر الشيخ صلاح الدين التجاني من أشهر العلماء المصريين في العالم الإسلامي، وصاحب الطريقة الصوفية التي تحمل اسمه، والتي انتشرت في مصر وبلاد الشام وبلاد المغرب العربي. ولقد عاش التجاني في القرن التاسع عشر الميلادي، وعاصر الكثير من الأحداث المهمة في تاريخ مصر والمنطقة العربية.
ولد التجاني في حي السيدة زينب بالقاهرة في عام 1250 هـ (1835 م)، ونشأ في أسرة متدينة، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وتعلم العلوم الشرعية على يد علماء عصره. كما كان التجاني مهتمًا بالأدب العربي، وقرأ الكثير من دواوين الشعر العربي، مما أثر في لغته وأسلوبه في الكتابة.
عندما بلغ التجاني سن العشرين، سافر إلى الأزهر الشريف لتلقي العلم، وهناك تعرف على الكثير من العلماء الأفاضل، وتتلمذ على يد الشيخ حسن العطار، وهو من أقطاب الطريقة الخلوتية الصوفية. وقد تأثر التجاني بالطريقة الخلوتية، وأخذ عنها بعض الطقوس والأوراد، ولكنه لم ينظم إليها، بل انصرف إلى العبادة والذكر.
في عام 1276 هـ (1860 م)، سافر التجاني إلى السودان، وهناك التقى بالشيخ محمد عثمان الميرغني، وهو من أقطاب الطريقة الختمية الصوفية. وقد تأثر التجاني بالطريقة الختمية، وأخذ عنها بعض الطقوس والأوراد أيضًا، ولكن لم ينظم إليها أيضًا، بل عاد إلى القاهرة واستقر في حي الحسين.
في عام 1280 هـ (1864 م)، أسس التجاني زاويته الخاصة في حي الحسين، وبدأ في نشر طريقته الصوفية، والتي عرفت بالطريقة التجانية. وقد انتشرت الطريقة التجانية بسرعة في مصر وبلاد الشام وبلاد المغرب العربي، وذلك بسبب أسلوب التجاني في الدعوة، وبسبب كراماته التي اشتهر بها.
وقد ألف التجاني العديد من الكتب في التصوف والأدب، منها: "جواهر المعاني وبلوغ الأماني"، و"نشر العرف في شرح قصيدة الشرف"، و"ديوان الشعر"، وغيرها. كما ترك التجاني خلفه الكثير من الأتباع والمريدين، الذين حافظوا على طريقته الصوفية حتى يومنا هذا.
توفي التجاني في القاهرة في عام 1309 هـ (1891 م)، عن عمر يناهز الخمسين عامًا، ودفن في زاويته في حي الحسين، وما زال ضريحه مزارًا للناس حتى يومنا هذا.