صنعاء مدينة فوق التاريخ, وتحت الحضارة, كما يقال, وفيها يختلط الجمال والقبح ما بين سحر الأمس وثراء الماضي, وبين بؤس اليوم وفقر الحاضر, صنعاء التي يقال عنها "يا غالية" تذوب أحلام أهلها في واقع مرير, لكنهم يصرون على التمسك بحلمهم ما دامت صنعاء حية لم تمت.
ماضٍ مجيد وحاضر مؤلمفي إحصاء حديث أجراه البنك الدولي، قيمت صنعاء في مؤشر جودة الحياة بـ"واحدة" من أدنى المدن على مستوى العالم، وذلك بسبب الأثر السيء الذي أحدثته الحرب والحصار على حياة الناس، ومعيشتهم، وحاجاتهم الأساسية، وعلى الرغم من ذلك يصر أهل صنعاء على البقاء فيها، وعدم تركها، والمقاومة ما دام في عروقهم دم يجري.
صنعاء وأصولها التاريخيةيعود تاريخ صنعاء إلى القرن السادس قبل الميلاد، حيث أسسها الملك السبئي "يماني"، واستمرت في الازدهار عبر العصور، واتخذها المسلمون، كما اتخذها أئمة اليمن مقراً لهم، وهي اليوم عاصمة اليمن، وأكبر مدنها، ويبلغ عدد سكانها نحو مليونين ونصف المليون نسمة، وشوارعها القديمة المليئة بالأسواق القديمة والمساجد والمدارس والحمامات شاهدة على تاريخها العريق، وقد صنفت المدينة القديمة في صنعاء من قبل منظمة اليونسكو، ضمن قائمة التراث العالمي.
معالم صنعاء القديمةتتميز مدينة صنعاء القديمة بجمال مبانيها، وتصاميمها المعمارية الفريدة، من أهم معالمها:
يعتبر "صنعاء القديمة" من أهم المدن العربية التي لا يزال أهلها محافظين على عاداتهم وتقاليدهم، وكأننا في متحف حي يروي تاريخ وحضارة هذه المدينة العريقة، التي ظلمها الزمان والحروب، لكنه لم يستطع أن يخفي جمالها الذي ما زال يشد السائحين من جميع أنحاء العالم.
عادات وتقاليد صنعاءمن أهم العادات والتقاليد التي يتميز بها أهالي صنعاء:
اليوم، تعيش مدينة صنعاء حالة من البؤس والشقاء، بسبب الحرب والحصار الذي طال أمده، فقد أصبحت المدينة، التي لطالما كانت رمزاً للثقافة والفن، مدينة أشباح، وشوارعها خالية إلا من بقايا الحرب، ومنازلها مدمرة، وأهلها مشردون، وأطفالها جائعين، ومرضىُها بلا دواء ولا علاج، ومدارسها أغلقت أبوابها، وجامعاتها أفرغت من طلابها ومدرسيها. صنعاء التي كانت يوما ما "يا غالية" أصبحت اليوم "يا مسكينة" تصارع الموت، وتقاوم الجوع، وتتحدى المرض، وتصر على الحياة، في انتظار حلم العودة إلى ماضيها المجيد.
دعوة لإنقاذ صنعاءصنعاء مدينة فوق التاريخ، وتحت الحضارة، تحتضن حضارات وثقافات مختلفة، وهي مهد العروبة والإسلام، وهي منارة الإنسانية، ومن هذا المنطلق نوجه نداءً عاجلاً لإنقاذها، وإنقاذ أهلها، ولعل هذا النداء يكون سبباً في إنقاذ اليمن من المأساة التي يعيشها، والتي طال أمدُها وكثرت ضحاياها، فهل من مجيب، وهل من مغيث؟