أيها المسلمون، لقد أطل علينا شهر ذي الحجة بفوائده العظيمة وأجره المضاعف، ففيه تكثر أعمال الصالحات وتشرق قلوب المؤمنين بنور الإيمان. ومن أهم تلك الأعمال المستحبة صيام عشر ذي الحجة، وهي أيام مباركة يغدق الله فيها على عباده بالخيرات والرحمات.
صيام عشر ذي الحجة سنة مؤكدة، يستحب صيامها كاملةً إلا يوم عرفة إن كان الحاج متعذرًا أو كان من أهل الذكر.
يجوز للمسافر والمريض والحائض والنفساء أن يفطروا، ويقضون الصيام بعد ذلك.
كان السلف الصالح يحرصون على اغتنام عشر ذي الحجة بالصيام والدعاء والذكر، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائماً في شهر قط أكثر منه في ذي الحجة، كان يصوم تسعه."
لقد جربت صيام عشر ذي الحجة عدة مرات، وشهدت بركاته العظيمة في حياتي. فحين أصوم في هذه الأيام المباركة، أشعر بقربي من الله وراحة قلبية لا توصف. كما أحرص على اغتنام هذه الأيام بالدعاء والذكر، ولا يفوتني دعاء يوم عرفة الذي له فضل عظيم.
أيها المسلمون، لا تفوتوا فرصة صيام عشر ذي الحجة واغتنموها بالصيام والتقرب إلى الله، فإنه فرصة لا تعوض لجني الحسنات وكسب الأجر المضاعف. فاستعدوا لاستقبال هذه الأيام المباركة بأفضل أعمال الطاعات، واعلموا أن صيامها بوابة الجنة التي لا ينبغي أن نضيِّع طريقها.