صيام رجب: ما حقيقته؟

يصادف شهر رجب الشهر السابع من أشهر التقويم الهجري ويعتبر أحد الشهور الأربعة المقدسة عند المسلمين، والتي يحرص الناس في هذه الشهور على التطوع بأعمال العبادة.
الصيام في شهر رجب لم يرد في القرآن الكريم وجوبًا أو استحبابًا كما ورد شهر رمضان الكريم وأيام من شهر ذي الحجة، إلا أنه ورد في أحاديث نبوية استحباب صيام شهر رجب، فقد ورد في "صحيح الجامع" للترمذي و"سنن الدارمي" عن الإمام علي -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "شهر رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي".
أما عن أحقية صيام هذا الشهر دون غيره، فلم يرد أي دليل على فضله عن غيره من الشهور، وذهب بعض العلماء إلى كراهة إفراده بالصيام، إلا أنه لا يجوز الاعتقاد بتحريمه أو عدم استحباب صيامه.
والصحيح أنه يجوز صيام شهر رجب كاملًا أو التطوع بالصيام في أيامه حسبما ورد في حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- التي قالت: "ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان".
وفي النهاية، فإن صيام شهر رجب من الأمور المستحبة التي يتقرب بها العبد إلى ربه تبارك وتعالى، شأنه في ذلك شأن أي عمل من أعمال التطوع المختلفة، ولا يجوز الاعتقاد بأن له فضلًا خاصًا يميزه عن غيره من الشهور.