من المعروف أن صيام يوم عاشوراء من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ"، وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما رأيتُكم صُمْتُمْ يومًا أفضلَ عند اللهِ من يومِ عاشوراءَ، لقدّمنا فيهِ الصَّلاةَ والصِّيَامَ، وما رأيتُكم صُمْتُمْ يومًا أفضلَ من هذا، يومَ رمضانَ".
ولكن هل يجوز صيام يوم عاشوراء منفردا؟ فالأصل في العبادات الواردة في الشرع الإسلامي أنها مشروعة في كل زمان ومكان، إلا أن يكون هناك دليل على خلاف ذلك، وفي هذه الحالة لا يجوز صيام يوم عاشوراء منفردا.
فقد ورد النهي عن صيام يوم عاشوراء منفردا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصوموا يوم عاشوراء إلا مع يوم قبله أو يوم بعده".
وقد اختلف العلماء في سبب النهي عن صيام يوم عاشوراء منفردا، فقيل إن السبب هو مشابهة اليهود والنصارى، وقيل إن السبب هو لئلا يشتبه على الناس فيظنوا أن صيام يوم عاشوراء واجب، وقيل إن السبب هو لئلا يضعف الناس عن القتال في يوم عاشوراء.
وعلى كل حال، فإن النهي عن صيام يوم عاشوراء منفردا يدل على أنه لا يجوز صيامه إلا مع يوم قبله أو يوم بعده، وهذا يعني أن الصحيح هو صيام يوم التاسع والعاشر من محرم، أو صيام يوم العاشر والحادي عشر من محرم.
وفي الختام، فإن صيام يوم عاشوراء من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز صيامه مع يوم قبله أو يوم بعده، ولا يجوز صيامه منفردا.