في عالم الفن والموسيقى، توجد أسماء لامعة لا يمكن نسيانها، ومن بين هؤلاء العمالقة، يبرز اسم ملحن عبقري ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الغناء العربي: طارق عبد العزيز.
نشأة فنية متألقةولد طارق عبد العزيز في مصر عام 1945، ونشأ في أسرة محبة للموسيقى، حيث كان والده، عبد العزيز محمود، عازفاً شهيراً للعود. ورث طارق الموهبة والهوى للموسيقى من والده وبدأ رحلته الفنية في سن مبكرة.
انضم طارق إلى فرقة الموسيقى العربية الشهيرة، حيث بدأ رحلته كتلميذ وسرعان ما أصبح واحداً من أكثر عازفي العود الموهوبين في مصر.
صعود نجم في عالم التلحينلم يقتصر موهبة طارق على العزف فقط، فقد امتلك موهبة استثنائية في التلحين. في عام 1974، قدم أول ألحانه لعملاق الغناء العربي عبد الحليم حافظ، وهي أغنية "لا تقولي ولا تفكري"، لتكون تلك الأغنية فاتحة خير لمشواره الفني.
تتالت ألحان طارق الرائعة التي غناها كبار مطربي عصره، مثل أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، ووردة الجزائرية، وهاني شاكر. ومن أشهر ألحانه: "يا مسافر وحدك"، و"حبيبتي تعديني"، و"أكيد في مصر فارق كتير".
ألحان في خدمة القضايا الاجتماعيةإلى جانب ألحانه الرومانسية والعاطفية، تميز طارق عبد العزيز بتلحين أغاني ثورية وقومية ذات تأثير بالغ على الجماهير العربية. ومن بين أشهر ألحانه الثورية "طالع الأسوار"، و"دقوا الحدادين"، و"مصر يا بهية يا بلادي".
كانت ألحان طارق بمثابة رسائل تحفيزية ورفع معنويات للأمة العربية في أوقات الحروب والصراعات.
رحل عنا طارق عبد العزيز في عام 2018، تاركاً خلفه إرثاً موسيقياً لا ينسى. تظل ألحانه خالدة في ذاكرة كل محبي الموسيقى العربية، وتستمر في إلهام الأجيال الجديدة من الفنانين والموسيقيين.
كان طارق عبد العزيز أكثر من مجرد ملحن، كان فناناً بمعنى الكلمة، وحاملاً لرسالة سامية ومؤثرة.