طروب

تُعرف طروب عمير كأشهر مطربة فلسطينية وممثلة، اشتهرت بأغانيها الوطنية والفلكلورية التي تغني فيها عن معاناة الشعب الفلسطيني وعن حبه لوطنه، حتى لقبت بـ"مطربة الثورة".

بدايات حياتها:

ولدت طروب عمير في مدينة يافا عام 1929، وبدأت مسيرتها الفنية منذ نعومة أظافرها، حيث كانت تغني في حفلات العائلة والمناسبات الشعبية، وقد لفتت انتباه الموسيقيين والنقاد بصوتها الجميل وأدائها المميز.

في عام 1948، وبعد حرب عام 48 ونكبة فلسطين، اضطرت طروب عمير إلى مغادرة يافا مع عائلتها والنزوح إلى قطاع غزة، حيث استمرت هناك في الغناء وتقديم الحفلات التي ترفع فيها معنويات الشعب الفلسطيني.
في عام 1956، انتقلت طروب عمير للعيش في القاهرة، حيث انضمت إلى فرقة المسرح الشعبي، وشاركت في بطولة العديد من المسرحيات الغنائية، كما قدمت العديد من الأغاني الوطنية التي لاقت صدى واسعًا في الوطن العربي.

شهرتها الواسعة:

في عام 1967، حققت طروب عمير شهرة واسعة بعد مشاركتها في مهرجان الأغنية العربية، حيث غنت أغنيتها الشهيرة "يا حبيبي طال انتظاري"، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا وأصبحت من أشهر الأغاني العربية في تلك الفترة، كما شاركت في العديد من المهرجانات والحفلات الغنائية في الوطن العربي والعالم، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات.

أغانيها الوطنية:

اشتهرت طروب عمير بأغانيها الوطنية التي تغني فيها عن معاناة الشعب الفلسطيني وعن حبه لوطنه، وقد كان لها دور كبير في رفع معنويات الشعب الفلسطيني وإذكاء روح النضال فيه، ومن أشهر أغانيها الوطنية:

يا ظالمين
القدس عربية
حبيبي طال انتظاري
أرضي أرضي
يا أغلى اسم في الوجود

حياتها الشخصية:

تزوجت طروب عمير مرتين، المرة الأولى من الموسيقار المصري كمال الطويل، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة، والثانية من الإعلامي المصري محمد التابعي، وقد عاشت حياة زوجية سعيدة، ولكنها عانت من الاكتئاب بعد نكسة عام 67، وما تلاها من أحداث سياسية عصيبة مرت بها المنطقة العربية.

إرثها الفني:

تركت طروب عمير إرثًا فنيًا كبيرًا، حيث ساهمت في تطوير الأغنية الفلسطينية والعربية، وقد أطلق عليها لقب "مطربة الثورة" تقديرًا لدورها في دعم القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني، وقد تم تكريمها في العديد من الدول العربية، كما أُطلقت عليها العديد من الجوائز، منها جائزة فلسطين للثقافة والفنون.

توفيت طروب عمير في القاهرة في عام 2008، وقد نعتها وزارة الثقافة الفلسطينية باعتبارها رمزًا من رموز فلسطين ورسولاً لقضيتها، ونُقل جثمانها إلى فلسطين حيث دفنت في مقبرة الشهداء برام الله، وقد حظيت جنازتها بمشاركة رسمية وشعبية كبيرة.