طلعت مصطفى

شخصية فنية شاملة، ممثل ذو موهبة عالية، ومخرج ومؤلف له مكانته في تاريخ السينما المصرية، إنه الفنان طلعت مصطفى، الذي رسم بريقًا مميزًا في سماء الفن المصري.

ولد طلعت مصطفى في حي باب الشعرية في القاهرة عام 1935، كان والده يعمل موظفًا في وزارة المالية، بينما كانت والدته ربة منزل، تربى طلعت على حب الفن منذ الصغر، وظهرت موهبته التمثيلية مبكرًا، فكان ينظم مسرحيات صغيرة ويقدمها مع أصدقائه في الحي.

بدأ طلعت مصطفى مشواره الفني في أواخر الخمسينيات، حيث شارك في العديد من الأفلام الصغيرة، منها "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين" و"سكر هانم"، ثم انضم إلى فرقة مسرح التلفزيون في أوائل الستينيات، حيث تألق في مسرحيات عديدة، من أشهرها "المفتش العام" و"الواد سيد الشغال".

في السينما، لمع نجم طلعت مصطفى في أدوار الشر، حيث اشتهر بأدائه لشخصية "البيسة" في فيلم "المرأة التي غلبت الشيطان" عام 1965، وكذلك دوره في فيلم "غراميات عفيفي" عام 1967، ومن أشهر أفلامه أيضًا "كلام في الممنوع" و"إحنا التلامذة" و"الكرنك" و"الطريق إلى إيلات".

إلى جانب التمثيل، أخرج طلعت مصطفى العديد من الأفلام، منها "سيد قشطة" و"أبو كريستو" و"كليلة ودمنة". كما ألف سيناريو وحوار عددًا من الأفلام، منها "هدى" و"حارة برجوان".

تميز أسلوب طلعت مصطفى الفني بالتنوع والتجديد، فلم يحصر نفسه في قالب واحد، بل جسد شخصيات متنوعة بكل براعة، سواء كانت أدوار كوميدية أو درامية أو شريرة.

امتلك طلعت مصطفى موهبة فذة في تجسيد شخصيات الأرستقراطيين والنبلاء، مثل دوره في فيلم "السيد البلطي" عام 1967، كما كان بارعًا في أداء أدوار الشر، حيث أتقن استخدام تعبيرات وجهه ونبرات صوته لإضفاء الأبعاد الشريرة على الشخصيات.

تزوج طلعت مصطفى من الفنانة كريمة مختار وأنجب منها ثلاثة أطفال، عاشت الأسرة حياة زوجية سعيدة واستمرت حتى وفاة طلعت مصطفى عام 1973.

ترك طلعت مصطفى إرثًا ثريًا من الأعمال الفنية المميزة، وما زال عشاق الفن يتذكرون أدواره بشغف وإعجاب، حيث يعتبر واحدًا من رواد الفن المصري الذين أثروا السينما والتلفزيون بأعمالهم.

كان طلعت مصطفى فنانًا كامل المواهب، أبدع في التمثيل والإخراج والتأليف، ووضع بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن المصري، وستظل أعماله مصدر إلهام وممتعة للأجيال القادمة.