ولد طلعت مصطفى في حي شبرا بالقاهرة، في عام 1936، وكان والده يعمل عسكرياً، ووالدته ربة منزل، وكان طلعت هو الطفل الأصغر بين خمسة أشقاء، وقد عاش ظروفاً صعبة للغاية في طفولته، حيث كان والده قاسياً جداً معه ومع أشقائه، مما جعله يهرب من المنزل، ويلجأ إلى الشارع. الأمر الذي انعكس على حياته فيما بعد، حيثُ ترك المدرسة مبكراً، واتجه إلى العمل في مهن بسيطة، مثل مساعد عامل، وبائع جرائد.
ومع ذلك، كان طلعت مصطفى يحلم بالفن، وكان يشارك في الفرق الفنية التي كانت تتجول في الأحياء الشعبية، ويقدم عروضاً مسرحية صغيرة، وكان يحظى بإعجاب الجمهور، مما شجعه على الاستمرار في هذا الطريق.
وفي عام 1960، التقى طلعت مصطفى بالمخرج حسين كمال، الذي منحه الفرصة للمشاركة في فيلم "حب ودلع"، وكان دوراً صغيراً، لكنه كان بمثابة انطلاقة حقيقية له في عالم السينما، ومن بعدها توالت أعماله الفنية، وشارك في العديد من الأفلام الناجحة، مثل "الزوجة الثانية"، و"إحنا بتوع الأتوبيس"، و"عالم عيال عيال"، و"يا مهلبية يا".
اشتهر طلعت مصطفى بأدواره الكوميدية، وكان يجسد دور "الشخص البسيط"، الذي يكافح في الحياة، ويتعرض للعديد من المواقف الطريفة، وكان الجمهور يحب هذه الأدوار، ويضحك على مواقفها، وكان طلعت مصطفى يجسد هذه الأدوار بحرفية عالية، مما جعله واحداً من أشهر نجوم الكوميديا في مصر.
كما شارك طلعت مصطفى في العديد من المسلسلات التلفزيونية الناجحة، مثل "رحلة العذاب"، و"الرحايا"، و"أبو العلا 90"، وكان له دور مميز في مسلسل "ذئاب الجبل"، الذي يحكي قصة حياة الرئيس الراحل أنور السادات، حيثُ جسد دور "عبد الحكيم عامر"، وزير الدفاع الأسبق.
لم يكتف طلعت مصطفى بالتمثيل، بل اتجه أيضاً إلى الإخراج والإنتاج، وأخرج العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الناجحة، وكان له دور كبير في اكتشاف العديد من المواهب الشابة، الذين أصبحوا فيما بعد نجومًا كبارًا.
كان طلعت مصطفى فناناً مجتهداً، وعاشقاً للفن، وكان يحرص على تقديم أعمال فنية هادفة، تلامس قضايا المجتمع، وتساعد الناس على ضحك وتفريغ طاقاتهم، وكان مؤمناً بأن الفن رسالة، يجب أن توصل للناس بأسلوب بسيط وسهل.
رحل طلعت مصطفى عن عالمنا في عام 2005، عن عمر يناهز 69 عاماً، تاركًا خلفه إرثاً فنياً كبيراً، ومجموعة من الأعمال التي لا تزال تُعرض على شاشات التلفزيون حتى الآن، ولا تزال تُثير ضحك الجماهير.
كان طلعت مصطفى فناناً بسيطاً، جاء من الشارع، لكنه استطاع أن يفرض موهبته على الساحة الفنية، ويصبح واحداً من أشهر نجوم الفن في مصر، ومن خلال رحلته الطويلة، قدم للناس الكثير من السعادة والفرح، وسيظل اسمه خالداً في تاريخ الفن المصري.