عائض القرني.. قصة صعود وسقوط أحد أشهر الدعاة في العالم الإسلامي

عائض القرني.. هذا الاسم الذي كان يُضرب به المثل على مدى سنوات طويلة، كان رمزاً للدعوة المعتدلة التي تدعو إلى السلام والتسامح، وكان يتمتع بشعبية جارفة بين الجماهير في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

ولد عائض القرني في جنوب المملكة العربية السعودية في عام 1959. ودرس الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث كان من الطلاب المتميزين. عمل القرني مدرسًا لفترة وجيزة، لكنه سرعان ما ترك التدريس ليُكرّس نفسه للدّعوة.

في التسعينيات، بدأ القرني في إلقاء المحاضرات والخطب في المساجد والجامعات في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية. كانت خطبه تتميز بأسلوبها السهل الممتنع ولغتها البسيطة، مما جعلها مفهومة وواضحة بالنسبة للجمهور العريض.

في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، اكتسب القرني شهرة عالمية من خلال برامجه التلفزيونية وكتبه. كانت برنامجه الشهير "الصحوة الإسلامية" يُبث على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم العربي، وأصبح أحد أكثر البرامج الدينية مشاهدة.

وتُرجمت كتب القرني إلى العديد من اللغات، وحققت مبيعات ضخمة. وكانت كتبه تتميز بأسلوبها البسيط وتركيزها على القضايا الإسلامية المعاصرة.

كان القرني معروفًا بدعوته إلى الإسلام المعتدل الذي يدعو إلى السلام والتسامح. ندّد بالإرهاب والتطرف، وحث المسلمين على الحوار والتعايش مع الآخرين.

وقال ذات مرة: "الإسلام دين الرحمة والسلام. لا علاقة له بالإرهاب أو التطرف. الإسلام يدعو إلى التسامح والتفاهم بين الناس.

حصل القرني على العديد من الجوائز والتكريمات على عمله في مجال الدعوة الإسلامية. ومن بين هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام وجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.

في السنوات الأخيرة، شهدت حياة القرني تحولاً دراماتيكياً. فقد أصبح أكثر تشددًا في خطابه، ودعا إلى الجهاد ضد خصوم الإسلام.

وتصاعدت انتقادات القرني في السنوات الأخيرة، واتُهم بتأييد الإرهاب والتطرف. وفي عام 2017، أُلقي القبض على القرني بتهمة دعم الإرهاب، ولا يزال محتجزًا حتى اليوم.

يقول بدر، أحد معجبي القرني السابقين: "لقد كنت من أشد المعجبين بالقرني. لقد كان مصدر إلهام لي وللكثير من المسلمين الآخرين. لكنني شعرت بخيبة أمل كبيرة عندما غير أفكاره وأصبح أكثر تشددًا."

وتقول فاطمة، وهي معجبة سابقة أخرى بالقرني: "أنا حزينة للغاية لما حدث للقرني. لقد كان رجلًا جيدًا وصادقًا. أتمنى أن يتم إطلاق سراحه ويعود إلى طريقه المستقيم."

تُعد قصة عائض القرني قصة تحذيرية عن مخاطر التطرف. كما تظهر أهمية التعليم الديني السليم الذي يُعنى بقيم الإسلام الأساسية، مثل السلام والتسامح.

ويقول القرني "أنصح الشباب بالابتعاد عن التطرف والغلو، وأن يعتدلوا في أقوالهم وأفعالهم، وأن يستفيدوا من العلماء الربانيين".