العالم الذي صنع معجزة المياه العذبة
في زمن ليس ببعيد، كان عباس أبو الحسن يحلم بتخليص بلده من نير العطش. كانت المياه العذبة شحيحة، وكان الناس يضطرون إلى السفر لمسافات طويلة لجمعها من الينابيع القليلة المتبقية.
وُلد أبو الحسن في قرية صغيرة في محافظة البحيرة بمصر، ونشأ شاهداً على معاناة أبناء قريته من نقص المياه. عاهد نفسه حينها على أن يكرس حياته لإيجاد حل لهذه المشكلة.
درس علوم المياه في جامعة القاهرة، وتخرج منها بتفوق. بعد تخرجه، بدأ العمل في وزارة الري، حيث أمضى السنوات التالية في البحث عن طرق جديدة لتوليد المياه العذبة.
في عام 1985، حقق أبو الحسن اختراقًا رئيسيًا. كان يعمل على تطوير تقنية جديدة لتحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية. بعد سنوات من التجارب الدؤوبة، نجح أخيرًا في بناء أول محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في العالم.
كان هذا الابتكار ثوريًا. لأول مرة، كان من الممكن إنتاج المياه العذبة من المياه المالحة بتكلفة معقولة. سرعان ما انتشرت محطات تحلية المياه بالطاقة الشمسية في جميع أنحاء مصر، مما أدى إلى تحسين حياة الملايين من الناس.
لم يتوقف أبو الحسن عن ابتكاراته. واصل تطوير تقنيات جديدة لتحلية المياه، فضلاً عن البحث عن طرق لتطوير موارد المياه الأخرى. كان أحد أبرز إنجازاته تطوير نظام حصاد مياه الأمطار. هذا النظام يجمع مياه الأمطار ويخزنها للاستخدام في أوقات الجفاف.
بفضل جهود أبو الحسن الدؤوبة، أصبحت مصر الآن رائدة عالميًا في مجال تقنيات المياه. وهي تصدر الآن محطات تحلية المياه إلى دول أخرى في جميع أنحاء العالم.
عباس أبو الحسن هو مثال حي على أنه حتى أصعب التحديات يمكن التغلب عليها إذا ما توفرت العزيمة والإصرار. وقد كرس حياته لتحسين حياة الآخرين، وسيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة.