عبدالغفور البرعي... ذلك الرجل الذي وُلد فقيراً وعاش حياته مُكافحاً من أجل أسرته ومجتمعه. في خضم هذه الرحلة الشاقة، لم يكن يدري أنه سيغدو يوماً من أشهر الكتاب والشعراء في العالم العربي.
وُلد عبدالغفور البرعي عام 1929 في مدينة الفيوم المصرية، في أسرة فقيرة لا تملك سوى ما يسد رمقها. لم يكن التعليم متاحاً في قريته، فكان شغوفاً بالقراءة والكتابة. كان يقضي ساعات طويلة يقرأ ويتعلم في المكتبة المحلية، حتى برع في اللغة العربية وبدأ في كتابة الشعر.
في سن التاسعة عشرة، انتقل البرعي إلى القاهرة للبحث عن عمل. عمل في عدة وظائف بسيطة، لكنه لم يُهمل أبداً شغفه بالكتابة. كان يكتب الشعر وينشره في المجلات الأدبية المحلية.
في عام 1956، نشر البرعي مجموعته الشعرية الأولى، "أغاني العاشق الفقير". حظيت المجموعة بنجاح كبير، ما جعل البرعي اسماً مرموقاً في عالم الشعر العربي. طوال حياته، كتب أكثر من 20 مجموعة شعرية، وتمت ترجمة أعماله إلى عدة لغات.
لكن البرعي لم يكن شاعراً فحسب، بل كان أيضاً كاتباً روائياً ومسرحياً. كتب العديد من الروايات، بما في ذلك "عصفور من الشرق" و"باب الفتوح"، والتي تُرجمت إلى عدة لغات وفازت بالعديد من الجوائز.
كان البرعي رجلاً ذا ضمير يقظ وحس وطني عميق. عُرف بنقداته الاجتماعية اللاذعة وكتاباته التي تدافع عن الفقراء والمظلومين. كان صوته مسموعاً في العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية في عصره.
توفي عبدالغفور البرعي في عام 2006، تاركاً وراءه إرثاً أدبياً غنياً. كان رجلاً عصامياً ناضل من أجل تحقيق أحلامه، وأصبح مصدر إلهام للعديد من الكتاب والشعراء في جميع أنحاء العالم العربي.
وقد قال عنه أحد النقاد: "كان عبدالغفور البرعي شاعراً عظيماً، لم يكتب من أجل الشهرة أو الثروة، بل كتب من أجل شعبه ولأنه كان يحب الكتابة. كان صوته صوت المهمشين والفقراء، وسوف يتردد صدى كلماته لسنوات عديدة قادمة.