عبداللهيان: لا أمن في الخليج دون زوال الكيان الصهيوني




في تصريح ناري أطلقه وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، شدد على أن الخليج لن ينعم بالأمن والاستقرار إلا بزوال الكيان الصهيوني.

وقال عبداللهيان في مقابلة تلفزيونية: "طالما كان هناك كيان صهيوني في المنطقة، فلن يكون هناك أمن واستقرار حقيقي في الخليج.

وأضاف: "هذا الكيان هو سر الأزمات والفتن في المنطقة، وهو رأس الحربة للإمبريالية العالمية التي تسعى إلى إبقاء المنطقة في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار."

وتابع: "نحن لا نؤمن بالكيان الصهيوني، ولا نعترف به، ونعتبر وجوده اغتصابا للأراضي الفلسطينية. وسنواصل دعمنا للشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة."

ويأتي تصريح عبداللهيان في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل على خلفية الملف النووي الإيراني والوجود الإيراني في سوريا.

كما يأتي بعد أيام قليلة من إعلان الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف بحري في الخليج العربي لمواجهة "التهديد الإيراني".

ويثير تصريح عبداللهيان تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين إيران ودول الخليج العربي، ومدى تأثيره على جهود التهدئة التي تقودها دول المنطقة.

الإرهاب الصهيوني في الخليج

ولم يكتف عبداللهيان بذلك، بل اتهم الكيان الصهيوني بالإرهاب في الخليج.

وقال: "هذا الكيان يمارس الإرهاب ضد شعوب المنطقة منذ عقود، وهو مسؤول عن اغتيال العلماء والسياسيين والصحفيين.

وأضاف: "كما أنه يقف وراء التفجيرات والهجمات الإرهابية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في الخليج."

إيران لن تتهاون

وحذر عبداللهيان من أن إيران لن تتهاون مع أي تهديد لأمنها ومصالحها في الخليج.

وقال: "نحن مستعدون للرد بقوة على أي عمل عدائي ضدنا، وسنحمي مصالحنا مهما كلف الأمر."

وأضاف: "ندعو دول الخليج إلى التعاون مع إيران من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ورفض أي تدخل خارجي يهدف إلى زعزعة الاستقرار."

ردود فعل دول الخليج

لم تصدر أي ردود فعل رسمية حتى الآن من دول الخليج العربي على تصريحات عبداللهيان.

لكن محللين سياسيين يرون أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى مزيد من التوتر في المنطقة، وتقوض جهود التهدئة التي تقودها دول المنطقة.

ويشير المحللون إلى أن دول الخليج حريصة على إيجاد حل دبلوماسي للأزمة مع إيران، وتجنب أي مواجهة عسكرية.

لكنهم يقولون إن تصريحات عبداللهيان قد تؤدي إلى تصعيد التوترات وجعل التوصل إلى حل دبلوماسي أكثر صعوبة.

هل يعيد التاريخ نفسه؟

ويخشى بعض المحللين من أن تصريحات عبداللهيان قد تعيد التاريخ إلى الوراء، وتعيد المنطقة إلى أجواء الحرب الباردة.

ويقول هؤلاء إن المنطقة كانت في حالة من الصراع والتوتر خلال الحرب الباردة، وكان هناك وجود عسكري كبير للولايات المتحدة في الخليج.

وهم يرون أن تصريحات عبداللهيان قد تؤدي إلى عودة التوترات إلى المنطقة وإعادة وجود عسكري كبير للولايات المتحدة.

لكن محللين آخرين يرون أن المنطقة قد تغيرت كثيرا منذ الحرب الباردة، وأن دول الخليج أصبحت أكثر قوة وتأثيرا.

ويقول هؤلاء إن دول الخليج لن تقبل بعودة التوترات إلى المنطقة، وأنها ستعمل معا من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار.