عبد الرحمن أبو زهرة.. رحلة عالم نذر حياته لدراسة الدين والأدب




في زمنٍ كثرت فيه الفتاوى المضللة والآراء المتشددة، برز اسم الشيخ عبد الرحمن أبو زهرة كمنارةٍ تضيء درب الباحثين عن الحق، وتدحض دعاوى المتطرفين بدلائل العقل والمنطق.


رحلته الفكرية

  • ولد عبد الرحمن أبو زهرة في قرية كفر الباجور بمحافظة المنوفية في مصر عام 1895.
  • حفظ القرآن الكريم في طفولته ودرس الفقه واللغة العربية في الأزهر الشريف.
  • أتقن عدة لغات منها التركية والإنجليزية والإسبانية، ما مكنه من الاطلاع على الثقافات والحضارات المختلفة.
  • عُين قاضيًا شرعيًا في وزارة العدل المصرية، لكنه ترك منصبه لاحقًا للتدريس في كلية الحقوق بجامعة القاهرة.

إسهاماته العلمية

كان الشيخ أبو زهرة موسوعةً في علوم الدين والفقه والقانون والأدب. ومن أهم إسهاماته:

  • وضع تفسيرًا للقرآن الكريم سماه "تفسير المهذب" يتميز بأسلوبه السردي البسيط ومخاطبته للعقل قبل العاطفة.
  • ألف أكثر من 50 كتابًا في موضوعات مختلفة، منها "المذاهب الإسلامية" و"حاضر العالم الإسلامي" و"نظرية العقد في الشريعة الإسلامية".
  • دافع عن الإسلام ضد اتهامات المستشرقين والمفكرين الغربيين من خلال مؤلفاته وندواته.

شخصيته الفريدة

إلى جانب علمه الغزير، اشتهر الشيخ أبو زهرة بشخصيته الفريدة وصفاته المتميزة:

  • كان متواضعًا رغم مكانته العلمية العالية، دائمًا ما يبحث عن الطلاب والباحثين ليفيدهم بعلمه.
  • كان شجاعًا في قول الحق، لا يخشى انتقادات المتشددين أو اتهامات المتعصبين.
  • كان محبًا للحياة ويمتلك حسًا فكاهيًا، ما جعله محبوبًا بين طلابه وأصدقائه.

إرثه الخالد

توفي الشيخ عبد الرحمن أبو زهرة عام 1974، تاركًا خلفه إرثًا علميًا وفكريًا لا يزال يضيء درب الباحثين عن الحقيقة والدين الوسطي.


نداء إلى المنصفين

في زمننا الحاضر الذي يحاول البعض فيه تشويه صورة الإسلام واستغلاله لتحقيق مآربهم السياسية، يجب أن نتذكر أمثال الشيخ عبد الرحمن أبو زهرة الذين نذروا حياتهم للدفاع عن ديننا ونشر سماحته وتعاليمه السامية.

فلنكن على دربهم، نتحلى بشجاعتهم وعلمهم ومحبتهم، ونسعى لنشر نور الحقيقة في عالم يزداد ظلامًا يومًا بعد يوم.