في عالم مليء بالاضطرابات السياسية، برز عبد الفتاح البرهان كشخصية رئيسية على مشهد السودان المعاصر. لطالما أثار صعوده وسقوطه الجدل والاهتمام، مما جعله موضوعًا شائعًا لمناقشات وتحليلات لا حصر لها.
ولد عبد الفتاح البرهان في قرية صغيرة شمالي السودان عام 1951. التحق بالجيش السوداني في سن مبكرة، وسرعان ما ارتقى في الرتب. خلال مسيرته المهنية العسكرية، شارك البرهان في عدد من العمليات القتالية، بما في ذلك حرب دارفور.
في عام 2019، لعب البرهان دورًا رئيسيًا في الإطاحة بالرئيس عمر البشير. في خضم الاحتجاجات الشعبية الواسعة النطاق، قاد البرهان مجلسًا عسكريًا انتقاليًا حكم السودان لمدة عامين تقريبًا.
بصفته رئيسًا للمجلس العسكري، تعهد البرهان بنقل البلاد إلى حكم مدني. ومع ذلك، واجهت جهوده معارضة شديدة من الحركة الديمقراطية التي طالبت بنقل السلطة الكامل إلى حكومة مدنية.
في عام 2021، شهد السودان انقلابًا عسكريًا آخر، حيث استولى البرهان على السلطة بالكامل. أثارت هذه الخطوة إدانة واسعة النطاق من المجتمع الدولي. كما أطلقت موجة جديدة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في السودان.
في الأشهر الأخيرة، واجه البرهان ضغوطًا متزايدة من المجتمع الدولي وأطراف المعارضة السودانية. في يوليو 2022، وقع اتفاقًا يقضي بتقاسم السلطة مع المدنيين، لكن العديد من الجماعات المعارضة رفضت الاتفاق وواصلت المطالبة بحكم مدني كامل.
إن صعود عبد الفتاح البرهان وسقوطه يمثلان قصة معقدة مليئة بالتحولات والمنعطفات المفاجئة. لقد كان شخصية مهمة في تاريخ السودان الحديث، لكن إرثه سيظل موضع نقاش في السنوات القادمة.
بصفته رئيسًا للمجلس العسكري، كان البرهان شخصية مثيرة للجدل. أشاد به البعض لقيادته خلال فترة انتقالية صعبة، بينما انتقده آخرون بسبب نهجه الاستبدادي وقمعه للمعارضة.
على مدار مسيرته العسكرية والسياسية، شكل البرهان تحالفات مختلفة مع مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة، بما في ذلك الجيش والمدنيين والقوى الأجنبية. وقد تغيرت هذه التحالفات بمرور الوقت، مما ساهم في عدم الاستقرار السياسي في السودان.
واجه البرهان ضغوطًا متزايدة من المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. تمت إدانة الانقلاب الذي نفذه في عام 2021 بشكل واسع، مما أدى إلى تعليق المساعدات وتجميد الأصول.
إن صعود عبد الفتاح البرهان وسقوطه يمثلان قصة تحذيرية عن مخاطر السلطة غير المقيدة. فقد أظهرت فترة حكمه أن العسكريين، حتى لو كان لديهم نوايا حسنة في البداية، لا ينبغي أن يُسمح لهم بالحكم وحدهم.