عبد الفتاح السيسي، أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ مصر الحديث، خاض رحلة صعود وهبوط حافلة بالأحداث. من جنرال صاعد إلى رئيس منتخب، ومنقذ للوطن إلى ديكتاتور قمعي، شهدت حياة السيسي الكثير من التحولات الدراماتيكية.
ولد السيسي في القاهرة عام 1954 في أسرة متواضعة. التحق بالكلية الحربية وأظهر مهارات قيادية مبكرة. بعد تخرجه، تولى مناصب مختلفة في الجيش المصري، وارتقى في الرتب حتى أصبح وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي في عام 2012.
في خضم ثورة 25 يناير عام 2011، لعب السيسي دورًا رئيسيًا في إقناع الرئيس حسني مبارك بالتنحي. عُين بعد ذلك رئيسًا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو هيئة حاكمة عسكرية تولت إدارة البلاد آنذاك.
وفي عام 2013، أطاح السيسي بالرئيس المنتخب محمد مرسي في انقلاب عسكري. بعد عام، انتُخب رئيسًا للبلاد بنسبة 96.9% من الأصوات في انتخابات يصفها النقاد بأنها صورية. دافع السيسي عن الانقلاب باعتباره ضروريًا للحفاظ على استقرار البلاد.
ومنذ توليه السلطة، شن السيسي حملة صارمة على المعارضة. تم اعتقال وسجن العديد من النشطاء والصحفيين والسياسيين، وفرضت قيود على حرية التعبير والتجمع. كما اتهمت منظمات حقوق الإنسان حكومته بارتكاب انتهاكات خطيرة، بما في ذلك التعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء.
عانى اقتصاد مصر من متاعب تحت حكم السيسي. ارتفع معدل التضخم، وانخفضت قيمة الجنيه المصري، وزادت البطالة. وأثار ذلك استياءً واسع النطاق أدى إلى احتجاجات متقطعة.
انتهجت سياسة السيسي الخارجية مسارًا مثيرًا للجدل. فقد تحالف مع دول الخليج العربية، ولا سيما السعودية والإمارات العربية المتحدة، وفي الوقت نفسه تدهورت العلاقات مع تركيا. كما دعم السيسي التدخل العسكري في ليبيا، مما جعله طرفًا في النزاع المستمر في البلاد.
بعد فترتي ولاية، يُتوقع أن تنتهي ولاية السيسي في عام 2024. وما زال من غير الواضح ما الذي يخبئه المستقبل لمصر والسيسي نفسه. يواصل النظام قمع المعارضة، لكن هناك أيضًا حاجة متزايدة للتغيير والإصلاح.
سواء كنت معجبًا بعبد الفتاح السيسي أم لا، فلا شك أنه شخصية محورية في تاريخ مصر الحديث. لقد شهد صعوده إلى السلطة وإسقاطه ثورة 25 يناير. كما شهد أيضًا قمع المعارضة ومشاكل اقتصادية خطيرة.
إن مستقبل مصر والسيسي نفسه غير مؤكد. لكن من الواضح أن البلاد تواجه عقبات كبيرة. إن ما إذا كان بإمكان السيسي التغلب على هذه التحديات وتحقيق الاستقرار والازدهار لمصر، يبقى أمرًا غير معروف.
أتمنى أن تكون هذه المقالة قد ساعدت في إلقاء الضوء على حياة ومسيرة عبد الفتاح السيسي المعقدة.