عبد الفتاح السيسي.. كيف نجح في أن يحوز على هذا القدر من السلطة؟

في عالم مضطرب ومليء بالتحديات، برز اسم عبد الفتاح السيسي كاسم لامع في المشهد السياسي المصري والعربي والدولي. هذا الرجل الذي حاز على السلطة في مصر منذ عام 2014، استطاع أن يحقق شعبية كبيرة في بلاده، وأن يبسط نفوذه في المنطقة والعالم.

ولكن كيف نجح السيسي في الوصول إلى السلطة والحفاظ عليها؟ هذا هو السؤال الذي يحير الكثيرين، والذي نحاول الإجابة عليه في هذا المقال. سنتناول في هذا المقال العوامل التي ساعدت السيسي على الوصول إلى السلطة، وكيف حافظ عليها، وما هي الإنجازات والتحديات التي واجهها.

العوامل التي ساعدت السيسي على الوصول إلى السلطة

• الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي شهدتها مصر بعد ثورة 25 يناير: أدت الفوضى وانتشار العنف إلى شعور المصريين بالحنين إلى الاستقرار والنظام، وهو ما استغله السيسي لصالحه.
• دعم الجيش والمؤسسات الأمنية: يتمتع السيسي بدعم قوي من المؤسسة العسكرية والأمنية في مصر، مما منحه قوة كبيرة وقاعدة شعبية.
• الشعبية الشخصية: اكتسب السيسي شعبية كبيرة بين المصريين بفضل صورته كرجل قوي وحازم قادر على إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.
• الدعم الدولي: حصل السيسي على دعم دولي كبير، خاصة من الولايات المتحدة والدول الخليجية، مما ساعده على ترسيخ سلطته.

كيف حافظ السيسي على السلطة؟

• الدستور الجديد: قام السيسي بسن دستور جديد في عام 2014، يمنحه سلطات واسعة ويعزز من قبضته على السلطة.
• القمع السياسي: اتُهم السيسي بقمع المعارضة السياسية وتكميم أفواه منتقديه، مما ساعده على إحكام سيطرته على البلاد.
• التحالفات الإقليمية: عزز السيسي من تحالفاته الإقليمية، خاصة مع دول الخليج، مما ساعده على مواجهة خصومه في الداخل والخارج.
• الاستقرار الاقتصادي: شهدت مصر استقرارًا اقتصاديًا نسبيًا خلال حكم السيسي، مما ساعده على كسب دعم الشعب.

إنجازات السيسي

• عودة الأمن والاستقرار: نجح السيسي في استعادة الأمن والاستقرار إلى مصر بعد سنوات من الفوضى والاضطرابات.
• تحسين الاقتصاد: شهد الاقتصاد المصري تحسنًا ملحوظًا خلال حكم السيسي، حيث ارتفعت معدلات النمو وتحسن مستوى المعيشة.
• مواجهة الإرهاب: قاد السيسي حملة قوية لمكافحة الإرهاب في مصر، والتي نجحت في الحد من نشاط الجماعات المتطرفة.

تحديات السيسي

• حقوق الإنسان: اتُهم السيسي بانتهاك حقوق الإنسان وقمع المعارضة، وهو ما أثار انتقادات دولية.
• الفقر والبطالة: على الرغم من الاستقرار الاقتصادي، لا يزال الفقر والبطالة يشكلان تحديًا كبيرًا في مصر.
• التوترات الإقليمية: تواجه مصر تحديات إقليمية متعددة، بما في ذلك الصراع في ليبيا والخلاف مع إثيوبيا بشأن سد النهضة.

فاز السيسي في الانتخابات الرئاسية عام 2018 بنسبة كبيرة من الأصوات، مما يشير إلى أنه لا يزال يحظى بشعبية كبيرة بين المصريين. ومن المتوقع أن يظل السيسي في السلطة لدورة رئاسية أخرى على الأقل، حيث ينص الدستور الجديد على أنه يحق له الترشح لولاية ثالثة وأخيرة في عام 2024.

وختامًا، فإن صعود السيسي إلى السلطة والحفاظ عليها هي قصة معقدة ومتعددة الأوجه. وقد لعبت عوامل مختلفة دورًا في ذلك، بما في ذلك الاضطرابات السياسية والاجتماعية، ودعم الجيش والمؤسسات الأمنية، والشعبية الشخصية، والدعم الدولي. وعلى الرغم من الإنجازات التي حققها السيسي، فإن التحديات التي تواجهه لا تزال كبيرة، بما في ذلك حقوق الإنسان والفقر والبطالة والتوترات الإقليمية. ويبقى أن نرى كيف سيواجه السيسي هذه التحديات في السنوات القادمة.