عبد الناصر زيدان: رجل دُفن مرتين




توفي الفنان السوري عبد الناصر زيدان في مدينة دمشق بتاريخ 14-4-2012، ودُفن في مقبرة الدحداح في دمشق.
لكن عام 2023، أُعيد فتح قبره بناءً على طلب أحد أقاربه، لتُكتشف مفاجأة غريبة: لم يكن الجثمان الموجود في القبر هو جثمان زيدان، بل كان جثمان رجل آخر مجهول الهوية.
وتبين أن زيدان قد دُفن في قبر آخر في مقبرة الدحداح، وأن الجثمان الموجود في القبر الأول هو جثمان رجل توفي قبل يومين من وفاة زيدان.
وقال بعض أهالي حي الدحداح إنهم سمعوا في ذلك اليوم صوت بكاء امرأة خارج مقبرة الدحداح، وعندما سألوها عما حدث، قالت لهم إن جثمان زوجها قد ضاع في المقبرة.
وعلى الفور، بدأت السلطات التحقيق في الحادث، وتم العثور على جثمان زيدان في قبر آخر في مقبرة الدحداح. وتم دفن زيدان للمرة الثانية في قبره الصحيح.
وتساءل كثيرون عن سبب هذا الخطأ الفادح. وقال بعض المسؤولين في المقبرة إن السبب يعود إلى أن المقبرة كانت مكتظة بالجثث في ذلك الوقت، وأن العمال كانوا في عجلة من أمرهم.
وقال آخرون إن الخطأ كان متعمدًا. وأن شخصًا ما يريد دفن جثمان رجل آخر في قبر زيدان. لكن لم يتم إثبات أي من هذه النظريات.
وأثار هذا الحادث الغريب جدلاً واسعًا في سوريا. وكتب أحد المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي: "هذا دليل على أننا نعيش في زمن جنون. كيف يمكن أن يُدفن رجل مرتين؟"
وكتب آخر: "هذا الحادث يذكرنا بمدى هشاشة الحياة. يمكن أن نموت في أي لحظة، وأن نُدفن في القبر الخطأ".
وعلى الرغم من كل الضجة التي أثارها هذا الحادث، إلا أن الحياة في دمشق عادت إلى طبيعتها. ولا يزال أهالي حي الدحداح يزورون مقبرة الدحداح لزيارة قبور أحبائهم. لكنهم الآن أكثر حرصًا على التأكد من أن جثثهم ستُدفن في القبور الصحيحة.