عبير رحال.. شهيدة الكلمة




إذا سمعت اسم عبير رحال، قد يكون أول ما يتبادر إلى ذهنك أنها إعلامية لبنانية قُتلت على يد زوجها في محكمة شرعية، ولكن قصتها أكبر من مجرد جريمة قتل مأساوية. إنها قصة امرأة شجاعة وقوية ناضلت من أجل حقوقها وحقوق الآخرين حتى النهاية.
ولدت عبير في لبنان عام 1973، وسرعان ما أظهرت شغفها بالكتابة والإعلام. بدأت حياتها المهنية كصحفية في الصحف المحلية، ثم انتقلت إلى العمل في التلفزيون حيث قدمت العديد من البرامج الناجحة. كانت عبير معروفة بجرأتها في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية، ولم تتردد أبدًا في التحدث ضد الظلم والفساد.
كانت عبير أيضًا ناشطة اجتماعية بارزة. شاركت في العديد من الحملات التي تهدف إلى رفع الوعي بحقوق المرأة وتمكينها. كما أسست جمعية خيرية لمساعدة النساء المعنفات والأطفال المحتاجين.
في عام 2000، تزوجت عبير من خليل مسعود، وهو محامٍ لبناني. بدا زواجهما في البداية سعيدًا، لكن لم يمض وقت طويل حتى بدأت تظهر علامات العنف والسيطرة. كان خليل يشعر بالغيرة من نجاح عبير المهني ويحاول السيطرة على حياتها الشخصية والمهنية.
ساءت الأمور في السنوات الأخيرة من زواجهما. تعرضت عبير لاعتداءات جسدية ونفسية متكررة، وبدأت تخشى على حياتها. في عام 2022، قررت عبير الانفصال عن زوجها، لكنه رفض قبول الأمر.
في صباح يوم 11 أغسطس 2022، ذهبت عبير إلى محكمة شرعية في بلدة شحيم جنوب بيروت لتقديم طلب الطلاق. كان خليل ينتظرها في الخارج، وعندما رآها، أطلق عليها الرصاص في الرأس ثم أطلق النار على نفسه.
ماتت عبير على الفور، تاركة وراءها ولديها وابنتها وزوجها السابق خليل مسعود الذي انتحر بعد ساعات من قتلها.
لقد أصابت جريمة قتل عبير رحال لبنان والعالم العربي بالصدمة والحزن. وأثارت تساؤلات كثيرة حول العنف ضد المرأة والاستهتار بحقوقها. أصبحت عبير رمزًا للمرأة التي تقف ضد الظلم، حتى وإن كلفها ذلك حياتها.
لقد ماتت عبير رحال، لكن صوتها وعملها سيظلان يلهم الأجيال القادمة من النساء والرجال الذين يناضلون من أجل عالم أكثر عدلاً ومساواة.