عكرمة صبري.. حارس الأقصى وصمام أمانه




بقلبي وعقلي وروحي، أقف اليوم لأروي لكم قصة رجلٍ استثنائي، بذل حياته في سبيل الذود عن أقدس مقدساتنا، إنه عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى المبارك، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس.
ولد عكرمة صبري في مدينة قلقيلية عام 1939، وفي تلك السنوات العصيبة، شهد على مأساة النكبة التي هجرت أهله من ديارهم، لكنه لم يستسلم لليأس، بل نذر نفسه للعمل من أجل تحرير فلسطين والقدس الشريف.
أذكر جيدًا، في أحد أيام صيف عام 2000، حين اقتحمت القوات الإسرائيلية ساحات الأقصى، فكان عكرمة صبري في الصفوف الأولى، يواجه الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، بشجاعة لا مثيل لها. وكم انتابني الفخر، حين رأيته يحمل المصحف الشريف فوق رأسه، ويردد الآيات القرآنية بصوت قوي، متحديًا جنود الاحتلال وطغيانهم.
لم يتوانى عكرمة صبري عن الدفاع عن الأقصى بكل ما أوتي من قوة، ولطالما عرقل مساعي المستوطنين لتهويده. ففي عام 2015، وقف شامخًا في وجه "الصلاة الصامتة" التي نظمها متطرفون يهود في باحات المسجد، وأفشل محاولاتهم الخبيثة.
ولم تقتصر جهود عكرمة صبري على حماية الأقصى، بل تعدتها إلى العمل من أجل وحدة الصف الفلسطيني. فهو دائمًا ينادي بالتصالح والاتفاق بين الفصائل، مقتنعًا بأن الوحدة هي سلاحنا الأمضى في مواجهة الاحتلال.
يمتلك عكرمة صبري كاريزما خاصة، ومحبة جماهيرية كبيرة، ففي كل خطبة جمعة، يتوافد آلاف المصلين من جميع أنحاء فلسطين للاستماع إلى كلماته الملهمة، التي تبعث فيهم الأمل والقوة.
وما يميز عكرمة صبري عن غيره أنه لا يخشى قول الحق، ولا يتردد عن انتقاد أي جهة تحاول المساس بالقدس والأقصى، سواء كانت إسرائيل أو السلطة الفلسطينية أو الدول العربية.
أنا شخصيًا، أرى في عكرمة صبري رمزًا للكفاح الفلسطيني، ومنارة للوحدة والتعايش بين أبناء الأديان السماوية. إنه رجل استثنائي، نادر الوجود، نفتخر به نحن الفلسطينيين، ونعتبره حارس الأقصى وصمام أمانه.
وعلى الرغم من التحديات والعقبات التي يواجهها عكرمة صبري، إلا أنه متمسك بحلمه، حلم تحرير فلسطين والقدس، وعيش الشعب الفلسطيني بحرية وكرامة.
دمت لنا يا عكرمة، حارسًا للأقصى، وصوتًا للحق، ورمزًا للكفاح الفلسطيني.