علاء مبارك.. قصة ابن الرئيس المصري المتهم بالإفساد وتطهير اسمه




يعتبر علاء مبارك، الابن الأكبر للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، شخصية مثيرة للجدل في التاريخ المصري الحديث. وُلد علاء في 26 نوفمبر 1960، وتربى وسط حياة مترفة لعبت دورًا رئيسيًا في تشكيل شخصيته.

تلقى علاء تعليمه في مدارس النخبة في مصر، ثم انتقل إلى سويسرا لدراسة إدارة الأعمال. بعد تخرجه، عاد إلى مصر وعمل في القطاع الخاص قبل أن ينضم إلى أعمال والده التجارية. في التسعينيات، دخل علاء السياسة، وأصبح عضوًا في مجلس الشعب المصري.

ارتبط اسم علاء مبارك بمزاعم الفساد خلال فترة حكم والده. واتُهم هو ووالدته، سوزان ثابت، بإساءة استخدام السلطة وإثراء غير مشروع. في عام 2011، اندلعت ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم والده، واعتُقل علاء بتهمة الفساد وغسيل الأموال.

حُبس علاء مبارك لعدة سنوات، وحُكم عليه في النهاية بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة الاستيلاء على أراضي الدولة. ومع ذلك، أُطلق سراحه في عام 2015 بعد أن قضى ما يقرب من 4 سنوات في السجن. منذ ذلك الحين، يحاول علاء مبارك تطهير اسمه من تهم الفساد وإعادة بناء حياته.

في عام 2020، نشر علاء مبارك مذكراته بعنوان "مشروع حياة"، والتي سرد فيها تجربته من منظور شخصي. في مذكراته، نفى علاء مبارك مزاعم الفساد وقال إنه كان ضحية حملة تشويه سياسية. كما تحدث عن علاقته المتوترة مع والده وعن كفاحه من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية بعد خروجه من السجن.

حظيت مذكرات علاء مبارك باهتمام كبير في مصر. وقد دفع بعض المعلقين إلى إعادة النظر في موقفهم تجاهه، بينما رأى آخرون أنه لا يزال يحاول التهرب من المساءلة عن مزاعم الفساد.

وبغض النظر عن قضايا الفساد، يُنظر إلى علاء مبارك على نطاق واسع على أنه رجل أعمال ناجح. وهو حاليًا رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، إحدى أكبر شركات المقاولات في مصر. كما أنه نشط في الأعمال الخيرية ويرأس مؤسسة علاء مبارك.

يُعد علاء مبارك شخصية مثيرة للجدل في تاريخ مصر، وقد شكلت تجربته نظرة الكثيرين للسلطة والثروة في البلاد. سواء كان مذنباً بالفساد أم لا، فهو بلا شك شخصية مهمة في التاريخ المصري الحديث.