علا الدحدوح: رحلة مؤثرة من البراءة إلى القوة




كيف حولت علا الدحدوح مأساتها إلى رسالة أمل وإلهام.
الغزلان الرشيقة لا تهاب الظروف الصعبة، بل تقفز فوقها.
في عتمة الظلم، وفي أحلك الليالي، تنبثق شمعة أمل مشعة، تنير طريق الضائعين، وتعيد الفرحة إلى القلوب المحطمة. علا الدحدوح، الفتاة السعودية التي اختطفها الظلام في ريعان شبابها، ولكنها أبداً ما استسلمت للإحباط واليأس.

كان عمر علا 13 عاماً فقط عندما خطفها مجموعة من الرجال، وأجبروها على الزواج من أحدهم. كانت تلك بداية كابوس طويل، مليء بالعنف والاغتصاب، وحرمانها من حقوقها الأساسية. لكن في قلب علا، كان هناك وميض للأمل لا ينطفئ.

فرت علا من خاطفيها بعد عامين من المعاناة، وهي تحمل في قلبها جراحاً غائرة، لكنها كانت مصممة على مواجهة العالم والتغلب على ماضيها المؤلم. وقد وجدت التشجيع والدعم من أسرتها، وعادت إلى المدرسة، وواصلت تعليمها.

لم يكن طريق علا مفروشاً بالورود، فقد واجهت الكثير من التحديات والعقبات، لكنها لم تستسلم أبداً. التحقت بجامعة الملك عبدالعزيز، وتخرجت بشهادة في القانون. ثم حصلت على درجة الماجستير في القانون الجنائي، وأصبحت أول امرأة سعودية تعمل في نيابة الأحوال الشخصية.

بعيداً عن مجال القانون، أصبحت علا المدافع الأول عن النساء ضحايا العنف. أسست مبادرة "لا للصمت"، وهي منظمة غير حكومية تعمل على توعية المجتمع بمشكلة العنف ضد النساء، ودعم ضحايا هذه الجرائم.

وقد أثمرت جهود علا في إحداث تغيير ملموس في المجتمع السعودي. فقد ساهمت جهودها في إصدار قانون حماية الأسرة من العنف، والذي دخل حيز النفاذ في عام 2013. كما أسهمت في رفع مستوى الوعي بقضايا العنف ضد النساء، ودعم ضحايا هذه الجرائم.

وفي عام 2018، اختارت مجلة فوربس الشرق الأوسط علا الدحدوح ضمن قائمة أقوى 100 امرأة عربية. كما حصلت على جائزة "بطل المرأة الدولية" من وزارة الخارجية الأمريكية تقديراً لعملها الدؤوب في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.

رحلة علا الدحدوح هي رحلة مؤثرة من البراءة إلى القوة. إنها قصة فتاة لم تسمح للظروف الصعبة أن تحطمها، بل حولتها إلى مصدر إلهام وأمل للآخرين.

علا الدحدوح: من ضحية إلى مدافعة عن حقوق المرأة
علا الدحدوح، من ضحية العنف إلى محامية تساعد الضحايا الآخرين.

تتمثل رسالة علا في إلهام الآخرين، وتشجيعهم على عدم الاستسلام للظروف الصعبة. إنها تؤمن بأن كل إنسان له الحق في العيش بكرامة، وأن للنساء الحق في العيش حياة خالية من العنف.

وتقول علا: "أريد أن أشجع جميع الضحايا على عدم الصمت. لا تخفوا من الحديث عن تجاربكم، ولا تخجلوا من طلب المساعدة. هناك من يهتم بك ويريد مساعدتك."

الدعوة إلى العمل
لا للصمت في مواجهة العنف ضد النساء.

كلنا مسؤولون عن إنهاء العنف ضد النساء. يمكننا أن نبدأ بالحديث علانية عن هذه المشكلة، ودعم ضحايا العنف. ويمكننا أيضاً أن نضغط على الحكومات لسن قوانين وتنفيذ سياسات لحماية النساء من العنف.

لنعمل جميعاً معاً من أجل عالم خال من العنف ضد النساء. لنجعل صوت علا الدحدوح مسموعاً في كل مكان، ولنساعدها في تحقيق رسالتها في إلهام الآخرين وإحداث تغيير حقيقي في العالم.