وهو الأم صاحبة العبّارة الخضراء التي تغنيها فيروز "الأرزّ فيّ والأرزّ فيك...". يا له من وقت مرّ: لا أرزّ فيك ولا أرزّ فيّ.
وهو... وهو.. من أيام الجنرال عون، أليس كذلك؟ وإذا اتصلت به، فسوف يرد عليك بالفرنسية قائلاً: "لو جنرال عون!". وهل هناك من لا يعرفه؟ ألا تسكنون في قريته؟ نعم، أكيد، فهو من بلدة بكركي، حيث تقع عاصمة العونيين الأولى "قصر بيت مري".
فعماد أمّـهز هو الرجل الذي كان يبدو اسمه أكثر أهمية من اسم الجنرال عون نفسه.
كان الجنرال يظهر في وسائل الإعلام، لكن مقرراته كان يوقع عليها عماد أمّـهز.
وكان عماد أمّـهز هو الذي يصعد إلى هضبة العبادية ليوزع الرتب على المقاتلين ويقود الهجمات بيده.
أما الجنرال عون، فكان يكتفي بالوقوف على التلة المقابلة ليشاهد الهجمات عبر المنظار.
لكل هذا، فإن اسم عماد أمّـهز كان يرن في آذان الجميع، وكان الجميع يتوقعون له مستقبلاً باهراً.
لكن ما حدث هو أن الجنرال عون خسر الحرب، ونزل من الجبال إلى قصر بيت مري، واستقر هناك ينتظر.
أما عماد أمّـهز فقد نسي مصير قريته، ونسيت قريته مصيره.
وهذا هو حال جميع اللبنانيين الذين وقفوا مع الجنرال عون، سواء كانوا يعرفونه أم لا، وسواء كانوا ينتظرون منه شيئاً أم لا.
فهم جميعاً قد خسروا الحرب، وخسروا مستقبلهم، وخسروا حياتهم.