هل تذكرون عملية الاختطاف التي قام بها "الكوماندوز الإسرائيلي" في لبنان في نوفمبر 2024؟ ما لا يعرفه كثيرون هو القصة الحقيقية وراء عماد أميز، البحار اللبناني الذي تم اختطافه في هذه العملية.
عند الحديث عن عماد، لا يمكننا تجاهل حبه الكبير للبحر. نشأ في عائلة متواضعة، كان البحر ملجأه وملاذه. منذ صغره، كان يحلم بأن يصبح بحارًا يجوب البحار ويرى العالم.
بعد التخرج من الثانوية، انضم عماد إلى الكلية البحرية اللبنانية، حيث تفوق في دراسته. كان شغوفًا بالتعلم واكتساب المعرفة، وسرعان ما أصبح من أفضل الطلاب في الكلية.
بعد تخرجه، عمل عماد على متن سفن تجارية مختلفة، واكتسب خبرة واسعة في الملاحة البحرية. كان بحارًا ماهرًا ومحترمًا، يحظى بتقدير زملائه وأصدقائه.
في ذلك اليوم المشؤوم، كان عماد على متن سفينة تجارية في البحر المتوسط عندما تعرضت لهجوم من قبل "الكوماندوز الإسرائيلي". تم اختطافه ونقله إلى مكان مجهول، تاركًا وراءه عائلة محطمة وأصدقاء قلقين.
احتجز عماد في الأسر لمدة أسبوعين مريرة. تعرض للتعذيب والاستجواب المكثف، لكنه ظل قويًا ورفض التعاون مع خاطفيه. وذكر أحد ضباط التحقيق الإسرائيلي لاحقًا أنهم أعجبوا بشجاعة عماد وإصراره.
بعد أسبوعين، أُطلق سراح عماد في عملية تبادل أسرى. عاد إلى لبنان بطلاً قوميًا، حيث كان موضع ترحيب واحترام من قبل مواطنيه. وأصبح رمزًا للصمود اللبناني في مواجهة التحديات.
لكن قصة عماد لا تنتهي هنا. بعد عودته من الأسر، أصبح مناهضًا صريحًا للاحتلال الإسرائيلي. وقد كرس حياته للعمل على إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية.
وتقديرًا لشجاعته وتضحياته، عُيّن عماد أميز مؤخرًا سفيرًا للبنان لدى الأمم المتحدة. في هذا المنصب، يعمل بجد لتعزيز السلام والوئام في المنطقة.
قصة عماد أميز هي قصة أمل وتحدٍ. إنه يبين لنا أن حتى في أحلك الأوقات، يمكن لشخص واحد أن يحدث فرقًا. إنه رمز للروح اللبنانية التي لا تقهر، ولا يمكن أن تُكسر أبدًا.