عماد زيادة.. مُبدعٌ سعوديٌّ يمتلك بصمةً فنّيّةً فريدة




في زحمةِ الأسماءِ الفنيّةِ المتواجدةِ على السّاحةِ الفنيّةِ السعوديّةِ المُعاصرة، برزَ اسمٌ فنيٌّ استطاعَ خلالَ سنواتٍ قليلةٍ أن يحقّقَ نجاحًا كبيرًا، هذا الاسمُ هو عماد زيادة، الفنانُ التّشكيليُ السعوديُّ الذي استطاعَ أن يرسمَ لوحاتٍ فنّيّةً تُعبّرُ عن هويّةِ الوطنِ وتُجسّدُ ثقافتَه وتاريخَه.


الريشةُ والموهبةُ عنوانُ النجاحِ

وُلدَ عماد زيادة في مدينةِ جدّة السّاحليّةِ عام 1973م، ونشأَ وترعرعَ فيها، حيثُ اكتشفَ موهبتَه الفنيّةَ في سنٍّ مُبكرة. كانَ والِدهُ رسّامًا هاويًا، فكانَ لوجودِه في حياةِ عمادٍ الأثرُ الكبيرُ في تغذيةِ شغفِه بالفنِّ والرسمِ تحديدًا. وعندما بلغَ عمادُ عامهُ السّادسَ عشرَ، اتّخذَ قرارًا مصيريًّا بالالتحاقِ بمعهدِ الفنونِ في جدّة، حيثُ تنمّت موهبتُه بشكلٍ كبيرٍ هناك.

بعدَ تخرّجهِ من معهدِ الفنونِ، بدأَ عمادُ زيادة مسيرتَه العمليّةَ كرسّامٍ محترف. وقد كانت لوحاتُه الأولى مُستوحاةً من البيئةِ المحليّةِ السعوديّةِ بكلِّ ما فيها من عاداتٍ وتقاليدَ وأزياءٍ ولغةٍ. وقد لاقتْ لوحاتُه رواجًا كبيرًا بينَ النّاسِ، وبدأتْ تُعرضُ في صالاتِ العرضِ المعروفةِ في المملكةِ وخارجَها.

المدرسةُ التّعبيريّةُ أسلوبُ عماد زيادة

يمتلكُ عمادُ زيادة أسلوبهُ الفنيُّ الخاصُّ به والمميزُ، والذي ينتمي إلى المدرسةِ التّعبيريّةِ المعاصرة. يتميّزُ أسلوبُه الفنّيُّ باستخدامِ الألوانِ الزّاهيةِ المبهجةِ والخطوطِ العريضةِ والسّريعةِ، والتي تُعطي للوحاتِه طابعًا حيويًا وديناميكيًا. كما يُركّزُ عماد في لوحاتِه على التعبيرِ عن الأحاسيسِ والعواطفِ الإنسانيّةِ من خلالِ الأشكالِ واللّمساتِ الفنّيّةِ.

ومنَ أشهرِ لوحاتِ عماد زيادة لوحةُ "الزّفة"، وهي لوحةٌ تصوّرُ موكبَ عرسٍ سعوديٍّ تقليديٍّ، وقد لاقتْ هذه اللوحةُ نجاحًا باهرًا واستحسانًا كبيرًا من قِبلِ النُقّادِ والجمهورِ على حدٍّ سواء.


الرّيادةُ والابتكارُ العنوانُ الجديدُ

بالإضافةِ إلى مسيرتِه الفنيّةِ المتميّزة، يُعتبرُ عماد زيادة رائدًا ومُبتكرًا في مجالِ الفنِّ التشكيليِّ السعوديِّ. فقد كانَ أحدَ المؤسّسينَ الرئيسيينَ لجمعيّةِ الفنّانينَ التشكيليينَ السعوديِّين، والتي تُعنى برعايةِ الفنّانينَ السعوديِّينَ وتطويرِ الحركةِ الفنيّةِ في المملكة. كما أنهُ يحرصُ على المشاركةِ في المُلتقياتِ والورشِ الفنيّةِ المحليّةِ والدوليّةِ لتبادلِ الخبراتِ ونقلِ تجربتِه الفنّيّةِ إلى الأجيالِ الشّابةِ من الفنانين.

الفنُّ رسالةٌ وطنيّةٌ وعالميّةٌ

لا يرى عماد زيادة الفنَّ مجرّدَ هوايةٍ أو مهنةٍ، بل يراهُ رسالةً وطنيّةً وعالميّةً. فهوَ يُؤمنُ بأنَّ الفنَّ يمكنُ أن يلعبَ دورًا مهمًّا في تعزيزِ الهويّةِ الوطنيّةِ ونشرِ ثقافةِ التسامحِ والتفاهمِ بينَ الشعوبِ. وقد تجسّدَتْ هذه الرّسالةُ في لوحاتِه التي تُجسّدُ تراثَ المملكةِ وتاريخَها وثقافتَها، بالإضافةِ إلى مشاركاتِه الفنيّةِ في مُختلفِ المُلتقياتِ العالميّةِ.

وعندما سُئلَ عمادُ زيادة عن أمنياتِه الفنّيّةِ المُستقبليّة، قال: "أتمنّى أن أتمكّنَ من مواصلةِ مسيرتي الفنيّةِ وإبداعِ لوحاتٍ تُعبّرُ عن هويّةِ وطنيَ وتُساهمُ في نشرِ ثقافةِ الفنِّ والجمالِ في العالمِ أجمعِ".


دعوةٌ للفنّ الجميلِ

في ختامِ هذا المقالِ القصيرِ عن "عماد زيادة" المُبدعِ السعوديِّ الذي أضاءَ سماءَ الفنِّ التشكيليِّ السعوديِّ والعربيِّ المعاصرِ، لا يسعُنا إلا أن ندعوَكُم للتعرفِ على لوحاتِه الفنّيّةِ عن قربٍ والاستمتاعِ بما تحمِلُه من جمالٍ وإبداعٍ. فالفنُّ الجميلُ هوَ دعوةٌ للحياةِ والفرحِ والوطنِ والسلامِ.