لم تكن حياة عمار بوقس مجرد سيرة ذاتية، بل كانت ملحمة بطولية كتب حروفها بمداد الإرادة، وخطها على صفحات التحدي. منذ مولده عام 1986م مصابًا بمرض نادر من أنواع ضمور العضلات الشوكي، تحدى عمار كل الصعوبات وأثبت للعالم أن الإعاقة ليست قيدًا بل حافزًا للتميز.
نشأ عمار في بيئة يسودها الحب والدعم، واستطاع بفضل والديه وإصرارهم أن يتجاوز حدود الإعاقة الجسدية. التحق بالجامعة وتخرج منها بتفوق، محققًا هدفه في نيل شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال. لم يكتف عمار بذلك، بل واصل مسيرته التعليمية وحصل على درجة الدكتوراه في إدارة المنظمات غير الربحية.
لم يكن مسار عمار المهني أقل تميزًا من مسيرته التعليمية. عمل ككاتب صحفي في جريدة "المدينة"، وساهم في نشر الوعي بقضايا الإعاقة والموهبة. كما أسس جمعية "الإرادة" للموهوبين من ذوي الإعاقة، والتي أصبحت منصة لدعم وتمكين هذه الفئة من المجتمع.
ألهم عمار بوقس جيلًا بأكمله من ذوي الإعاقة والموهبة، وأثبت لهم أن لا شيء مستحيل لمن يمتلك الإرادة. كان شعاره "قهر المستحيل"، وهو شعار لا يقتصر على الأشخاص ذوي الإعاقة فحسب، بل ينطبق على أي شخص يحمل حلمًا ويواجه تحديات في حياته.
حظي عمار بتكريم واسع على جهوده المتميزة في مجال دعم الموهبة والإعاقة. فقد حصل على جائزة "التميز في العمل الاجتماعي" من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، إضافة إلى تسمية جائزة عمار لدعم المبدعين من ذوي الإعاقة باسمه تكريمًا لمسيرته الرائعة.
بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتأثير، رحل عمار بوقس عن عالمنا في عمر الـ 38 عامًا، تاركًا إرثًا خالدًا من الإلهام والإصرار. لقد كان نموذجًا يحتذى به، وقصة نجاحه ستظل تلهم الأجيال القادمة.
دروس من حياة عمار بوقس
ستظل قصة عمار بوقس، "قاهر المستحيل"، نبراسًا يضيء طريق من يبحثون عن الأمل والتحدي في رحلة حياتهم. رحل عمار جسديًا، لكن إرثه الإنساني سيظل خالدًا إلى الأبد.