عمر السومة.. نجم سوري أبهر الملاعب العالمية




في خضم عالم كرة القدم المتلألئ بالنجوم، برز اسم المهاجم السوري عمر السومة كوهج لامع، محققاً إنجازات استثنائية جعلت منه رمزاً للإرادة والمثابرة.


ولد عمر السومة في مدينة دير الزور السورية عام 1989، ونشأ في كنف عائلة متواضعة تعشق كرة القدم. منذ نعومة أظافره، أظهر السومة موهبة غير عادية في التعامل مع الكرة، الأمر الذي دفع والده لتسجيله في أحد الأندية المحلية.


بدأت مسيرة السومة الاحترافية عام 2008 مع نادي الفتوة السوري، حيث سطع نجمه بسرعة البرق، محرزاً الأهداف تلو الأخرى. وفي عام 2013، انضم إلى نادي القادسية الكويتي، ليحقق معه العديد من البطولات المحلية والإقليمية، ويصبح هدافاً تاريخياً له.


عام 2014، اتخذ السومة خطوة جريئة بالانضمام إلى نادي الأهلي السعودي، الذي كان يمر بمرحلة انتقالية صعبة. بتصميمه وإصراره، قاد السومة الأهلي إلى تحقيق لقب الدوري السعودي للمحترفين مرتين على التوالي، ولقب كأس خادم الحرمين الشريفين ثلاث مرات.


ولم يتوقف تألق السومة عند حدود المملكة العربية السعودية، بل امتد على المستوى الدولي. فقد مثل المنتخب السوري الأول في أكثر من 60 مباراة، وساهم في وصوله إلى نهائيات كأس آسيا مرتين.


يتمتع عمر السومة بمهارات فنية عالية، وأسلوب لعب مبهر. فهو مهاجم صريح ذو بنية قوية، يمتلك قدرة فائقة على التسجيل من مختلف الزوايا. كما اشتهر بهدوء أعصابه أمام المرمى، وذكائه التكتيكي.


إلى جانب إنجازاته المهنية، يتمتع السومة بشخصية محبوبة، ومراعاة عالية للعلاقات الإنسانية. فقد كان دائماً حريصاً على مساعدة المحتاجين، والتفاعل مع جماهيره على مواقع التواصل الاجتماعي.


ما بعد الظلام الدامس

في عام 2019، تعرض منزل عائلة السومة في دير الزور للقصف، مما أدى إلى مقتل اثنين من أقاربه. كان هذا الحدث المفجع بمثابة صدمة كبيرة للنجم السوري، لكنه لم يستسلم لليأس.


عاد السومة إلى الملاعب أقوى من ذي قبل، وأهدى أهدافه التكريمية لأهالي دير الزور ومن فقدوا أحباءهم في الحرب. وكان هذا الدعم المتواصل من جماهيره هو القوة الدافعة له لتقديم أقصى ما لديه.


يعتبر عمر السومة نموذجاً ملهماً للجميع، وخاصةً للشباب العربي. لقد أثبت أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تتغلب على أي صعوبات، وأن النجاح يمكن تحقيقه بغض النظر عن الظروف.


اليوم، لا يزال عمر السومة يواصل كتابة تاريخه الحافل في ملاعب كرة القدم. إنه نجم متألق أبهر الجماهير العالمية بموهبته وإنسانيته، وترك بصمة دائمة على عالم الساحرة المستديرة.