عم أسامة المجاهد الذي حارب الأعداء بإبرة ونار




أسامة فتى فلسطيني ولد في قرية بيت حانون شمال قطاع غزة عام 1957, لعائلة متدينة بسيطة، فقد كان والده يعمل في الزراعة، بينما كانت والدته ربة منزل؛ عاشت الأسرة في بيت ريفي متواضع.

أنهى أسامة تعليمه الثانوي بمدرسته في بلدة بيت حانون وحصل على معدل مرتفع، ثم انتقل إلى مدينة غزة حيث التحق بكلية التجارة والاقتصاد في جامعة الأزهر، وهو لا يزال طالباً في السنة الأولى بكلية التجارة التحق بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

فقد بدأ أسامة حياته الجهادية قبل أكثر من نصف قرن، وتحديدًا عام 1979، عندما التحق بجامعة الأزهر بغزة، حيث دَرَس التجارة. كان أسامة شابًّا ذكيًّا ومقدامًا، فسرعان ما أصبح من أبرز القادة الطلابيين في الجامعة.

  • التحق أسامة بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بقيادة الشيخ الشهيد فتحي الشقاقي.
  • تميز أسامة بشجاعته وإقدامه، وشارك في العديد من العمليات الجهادية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
  • أصيب أسامة عدة مرات في المعارك مع الاحتلال الإسرائيلي.
  • اعتقل أسامة عدة مرات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

بدأ أسامة بتنفيذ العمليات الفدائية داخل الأرض المحتلة عام 1987 أي بعد اندلاع الانتفاضة الأولى، حيث أشرف على إعداد وتنفيذ العديد من العمليات العسكرية في المناطق المحتلة؛ أبرزها: عملية ديمونا النووية

يُعدّ المجاهدُ أسامة أحد أبرز القادة العسكريين في حركة الجهاد الإسلامي، فنظرًا لشجاعته الفائقة وقيادته المتميزة للمعركة؛ فقد تدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب قائد سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.

أسامة.. طبيب المجاهدين

لم يتوقف دور أسامة عند القيادة العسكرية فحسب، فقد كان طبيبًا ماهرًا، يجيد فنون التمريض، ويقوم بعلاج جرحى المجاهدين، لقد كان طبيبًا يحمل في إحدى يديه إبرة وفي اليد الأخرى بندقية؛ يعمل على إسعاف الجرحى، ويحارب الأعداء؛ لذلك لُقب بـ"طبيب المجاهدين".

كان الأسير الفلسطيني حسن سلامة، من أبرز من عالجهم أسامة، حيث أصيب سلامة برصاصةٍ في بطنه خلال إحدى المعارك مع الاحتلال، فنقله المجاهدون إلى منزلٍ مهجور، وتمكن أسامة من استخراج الرصاصة، وإسعاف سلامة، يقول حسن سلامة: "كان ينزع الرصاص من بطني ويعلمني كيف أحتمي من رصاص العدو".

إرث أسامة

بقي المجاهد أسامة معطاءً حتى وهو في الأسر، فقد نقل خبراته الطبية إلى الأسرى المرضى، وكان يقوم بعلاجهم والإشراف على حالتهم الصحية، وقد ذكر عددٌ من الأسرى الذين عاصروا أسامة في السجون، أنه كان يمثل "أبًا روحيًّا وطبيبًا ماهرًا" كانوا يلجؤون إليه في كل أحوالهم؛ سواء الصحية أو النفسية.

توفى القائد أسامة منصور فجر يوم السبت الموافق 26/10/2013 م الموافق 08/12/1434 هـ، عن عمرٍ يناهز 56 عامًا، اثر سكتة قلبية مفاجئة، قضى منها أكثر من 20 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليلتحق بركب الشهداء الذين سطروا بدمائهم معاني الجهاد والتضحية والفداء في سبيل الله.