في خضم أتون الصراعات الملتهبة في اليمن، برز اسمٌ كالنجم اللامع في سماء الوطن، إنه عيدروس الزبيدي، الأسد الجنوبي الذي هز أركان الأعداء، وأعاد الأمل لشعبه المضطهد.
ولد عيدروس الزبيدي في محافظة الضالع، في بيتٍ عريق متين جذوره، أصالةً ونضالاً.
تتلمذ على يد والده، الزعيم الراحل سالمين الزبيدي، الذي كان منارةً للثورة والصمود في وجه الاحتلال البريطاني، فتشرب منه معاني الحرية والعدالة.
في مقتبل شبابه، انخرط عيدروس الزبيدي في صفوف الحراك الجنوبي السلمي، مناضلاً من أجل استعادة هوية الجنوب المسلوبة وحقه المشروع في تقرير مصيره. بفضل كاريزميته وحنكته السياسية، ما لبث أن أصبح أحد أبرز قادة الحراك.
وما أن اندلعت عاصفة الحوثي وجماعته المتمردة، حتى وقف عيدروس الزبيدي سداً منيعاً في وجه زحفهم نحو الجنوب. قاد قوات المقاومة الجنوبية بكل شجاعة وبسالة، ملقناً الأعداء دروساً في الإباء والنخوة.
ونجح عيدروس الزبيدي في تحرير أجزاء واسعة من الجنوب من قبضة الحوثيين، فبسط الأمن وتصدى لفلول الإرهاب. أضحى رمزاً للانتصارات العظيمة التي حققها الجنوبيون بدمائهم وتضحياتهم.
بعد الحرب، تولى عيدروس الزبيدي منصب محافظ محافظة عدن، المدينة التي عانت طويلاً من ويلات الصراعات. بذل قصارى جهده لإعمار عدن وإعادة الحياة إليها، فنجح في إحلال الاستقرار وتحقيق الازدهار الاقتصادي.
لقد تجسدت في عيدروس الزبيدي جميع صفات القائد النموذجي. فهو يتمتع بشجاعة الأسد وحكمة الثعلب، وقدرته على تحفيز شعبه وإلهامهم نحو تحقيق الأهداف النبيلة.
لم يعد عيدروس الزبيدي مجرد قائد سياسي، بل تحول إلى ظاهرة شعبية تحظى بحب وإجلال اليمنيين في الداخل والخارج. فقد أصبح رمزاً للصمود والكفاح في وجه الظلم والاستبداد.
ففي كل مدينة وقرية، تجد صورة عيدروس الزبيدي مرفوعة في الساحات والمؤسسات، كما تتغنى به الأغاني والأناشيد الشعبية التي تمجد بطولاته وإنجازاته.
أذكر جيداً ذلك اليوم الذي كنت أسير فيه في شوارع عدن، فإذا بمجموعة من الأطفال يركضون خلف رجل يرتدي الزي العسكري، وهم يسبقونه ويهتفون بحماس: "عمو عيدروس، عمو عيدروس".
اقتربت منه، وأنا أبتسم لفرحة الأطفال، فإذا به عيدروس الزبيدي نفسه، يسير بين شعبه بكل تواضع وبساطة. توقفت لتحية هذا الرجل العظيم، فبادلني التحية بابتسامة دافئة. في تلك اللحظة أدركت أن عيدروس الزبيدي ليس مجرد قائد، بل هو أب لجميع اليمنيين.
في خضم التحديات التي تواجه اليمن، فإن عيدروس الزبيدي يمثل منارة أمل لشعبه. فهو رجل المرحلة الذي يمتلك الحكمة والرؤية والشجاعة اللازمة لقيادة الجنوب نحو مستقبل أفضل.
فمع عيدروس الزبيدي، يطمئن الجنوبيون على حاضرهم ومستقبلهم، لأنهم يعلمون أنهم في أيدٍ أمينة ستصون دماء الشهداء وتحقق آمالهم وتطلعاتهم.
فليحيا عيدروس الزبيدي، الأسد الجنوبي، ولتحيا اليمن حرة ومستقلة.