عيدروس الزبيدي.. رجل بمهام صعبة في ظرفية دقيقة!




ماذا يعني أن تكون المحافظ الحادي عشر لمحافظة عدن، وأنت في خضم حربٍ أهلية طاحنة تشهد على الكثير من الاستفزازات والتحركات المشبوهة، ومدينة عدن ومصالح الناس، بل حياة الناس هي ورقة المساومة التي يلعب بها الكبار.
عدن مدينة مهمة في جنوب اليمن، كانت وما زالت، فهي عاصمة الجنوب، وهي البوابة البحرية لليمن، وهي ذات الموقع الاستراتيجي في تجارة بحر العرب، فمن يتحكم بها يتحكم بمقدرات جزء كبير من اليمن، بل ويمسك بخيوط اللعبة فيما يتعلق بحركة التجارة، فقبضته عليها تعني التحكم بكل هذا. وهي مدينة ذات طابع خاص، فقد عاشت مراحل من الاستعمار، ومراحل من الاستقلال، وأخرى من الوحدة، وهي اليوم على أعتاب مرحلة من مراحل حياتها، مرحلة ما بعد الحرب.
منذ أن استلم عيدروس الزبيدي منصبه وحتى يومنا هذا، أي منذ ما يزيد عن العام، لم يهدأ له بال، وهو يحاول أن يتلمس خطاه في ظرفية دقيقة وحرجة، فهو من جهة يواجه الإرهاب، ومن جهة أخرى يحاول أن يحقق الأمن، في ظرف تتصارع فيه الأجندة الإقليمية والدولية، وعينه على مصالح عدن واليمن أولًا وأخيرًا.
صحيح أن مهام المحافظ عيدروس الزبيدي صعبة، في ظرفية دقيقة، لكن الرجل يبدو أنه يمضي في مسيرته بروية، فهو يدرك أن الأمور لا يمكن أن تُحل بالجيش فقط، وأن سلاح التنمية والخدمات هو سلاح لا يقل أهمية عن السلاح العسكري، وأن أمن عدن ومصالح الناس أولى من أي مشاريع أخرى.
يقول الزبيدي: "أن أمن عدن مسؤوليتي، واستقرارها غايتي، وازدهارها حلمي". كلام قاله وهو يحمل على عاتقه آمال وتطلعات الملايين في أن يعم الأمن والاستقرار ربوع عدن.
ويبدو أن المحافظ الزبيدي حظي بكثير من التقدير والاحترام من المواطنين، ومن خارج عدن، سواءً من قبل المسؤولين اليمنيين، أو الدبلوماسيين الأجانب، ووسائل الإعلام المحلية والدولية أيضًا.
ففي ذكرى تحرير عدن قال عنه السفير السعودي: "إن المحافظ عيدروس الزبيدي نموذجًا للمحافظ الناجح، نجح في ظروف صعبة"، وثمّن جهوده في سبيل تطبيع الأوضاع في عدن.
وهو ما أكده السفير اليمني لدى واشنطن أحمد عوض بن مبارك، في تصريح لقناة "اليمن اليوم"، حيث وصف المحافظ عيدروس الزبيدي بأنه "من أبرز القيادات في المشهد السياسي اليمني، وقد نجح في الحفاظ على الأمن والاستقرار في عدن، وتحقيق التنمية"، واعتبر أن "نجاح عدن هو نجاح لليمن".
أما السفير الفرنسي فرنكوايس جويل، فقد زار عدن، والتقى المحافظ الزبيدي، وتحدث عن انطباعاته عنه، وقال: "إنني معجب بالمحافظ عيدروس الزبيدي، فقد وجدته رجلاً استثنائيًا، يعمل بجهد كبير من أجل مدينته، ويعمل على تحقيق الأمن والاستقرار"، وأَضاف: "لقد لمست منه رغبة شديدة في تحقيق التنمية في عدن، وإنني على ثقة تامة أنه قادر على تحقيق ذلك".
هذه التصريحات تعكس جزءاً من الآراء الإيجابية التي يتحدث بها الناس عن المحافظ عيدروس الزبيدي، والتي يتم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي أيضًا، والتي تجعله محل تقدير واحترام وتطلعات. لكن الرجل لا يزال أمامه الكثير من التحديات التي يجب أن يواجهها، والتي يجب أن يتحمل فيها الكثير من الضغوطات التي تمارس عليه من قبل أطراف مختلفة.
وفي لقائه مع شبكة الجزيرة، قال المحافظ عيدروس الزبيدي: "إننا سنواجه كل التحديات، وسنعمل على تحقيق أهدافنا في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية". وهو ما يعني أن الرجل يدرك تمامًا حجم التحديات التي أمامه، ولكنه عازم على مواجهتها.
إن المحافظ عيدروس الزبيدي رجل بمهام صعبة في ظرفية دقيقة، لكنه يدرك حجم هذه المهام، ويعرف كيف سيحقق أهدافه، فهو يحظى بتقدير واحترام الكثيرين، وهو يسعى جاهدًا لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في عدن، وتحقيق طموحات أهلها وتطلعاتهم.