يعود أصل هذا العيد إلى قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام، عندما أمره الله تعالى بذبح ابنه إسماعيل قرباناً له. ورغم صعوبة الامتحان، أذعن إبراهيم لأمر ربه، مقدمًا نموذجًا للإيمان والتضحية لله سبحانه وتعالى. إلا أن الله فدى إسماعيل بذبح عظيم، تجسيدًا لرحمته ولطفه بعباده.
تعتبر مناسك الحج، التي يقوم بها المسلمون خلال عيد الأضحى، تجسيدًا حيًا لهذه الرحلة الإيمانية التي خاضها نبي الله إبراهيم. إذ يتوجه ملايين الحجاج من شتى بقاع الأرض إلى مكة المكرمة، موطن الكعبة المشرفة، لأداء مجموعة من المناسك التي تمثل رمزًا للطاعة والتوحيد لله وحده.
وتبدأ رحلة الحج بالإحرام، وهو نية التوجه إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، مصحوبًا بحالة من التوبة والنقاء. ثم يتوجه الحجاج إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة لطواف القدوم، حيث يطوفون حول الكعبة المشرفة سبع مرات. بعد ذلك، يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، حيث يقضون يومًا كاملًا في الدعاء والتضرع إلى الله.
وفي اليوم التالي، وهو يوم عيد الأضحى، يتوجه الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، التي تمثل جمرة الشيطان. ثم ينحر الحجاج الأضاحي، اقتداء بسنة نبي الله إبراهيم. وللأضحية دلالات رمزية عميقة، فهي تعبر عن التضحية والتخلي عن الملذات الدنيوية في سبيل مرضاة الله تعالى.
يظل عيد الأضحى المبارك مناسبة دينية عظيمة تحمل بين طياتها معاني وقيم سامية. إنه عيد يعيدنا إلى أصولنا ويذكرنا بأهمية الإيمان والتضحية والمحبة والتسامح. فلنستفد من هذا العيد فرصة لتجديد إيماننا، وتقوية علاقاتنا بالله وبغيرنا، ولنسعى جاهدين لنكون خير سفراء للإسلام في العالم.