أتذكر وأنا طفل صغير كنت أرى رجال الشرطة يرتدون زييهم الأنيق الأزرق الداكن وخوذاتهم اللامعة، ولم أر في عينيهم إلا الجدية والحزم، فكنت أخاف منهم قليلاً، ولكن عندما كبرت أدركت أنهم ليسوا سوى بشر يرتدون زياً موحداً، وأنهم يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة في حماية مجتمعنا وأمنه.
كان والدي شرطياً، وكان دائمًا يخبرني عن المخاطر التي يتعرض لها أثناء عمله، وكيف يخاطر بحياته من أجل حماية الآخرين، وقتها أدركت أن الشرطة هي أكثر من مجرد أفراد يرتدون زياً رسمياً، إنهم أبطال يحموننا من الأذى.
وعندما كبرت، دخلت كلية الحقوق وأصبحت محامياً، وعملت عن كثب مع العديد من ضباط الشرطة المتميزين، ورأيت بأم عيني التضحيات التي يقدمونها كل يوم من أجل الحفاظ على أمن مجتمعاتنا.
وإحدى القصص التي لا تنسى هي عندما تعاملت مع قضية امرأة تعرضت للاعتداء، وكان المشتبه به رجلاً عنيفاً معروفاً لديه تاريخ طويل من العنف، وكان الضباط مترددين في اعتقاله خوفاً من رد فعله العنيف، ولكنهم في النهاية قرروا اتخاذ إجراء، وقاموا باعتقاله دون أي حوادث.
وقد أثارت هذه الحادثة إعجابي الشديد، وأظهرت لي أن ضباط الشرطة ليسوا مجرد أفراد ينفذون الأوامر، بل إنهم قادة مستعدون للمخاطرة بحياتهم لحماية الآخرين، وهم أشخاص مكرسون لخدمة مجتمعاتهم وحمايتها.
وفي يوم عيد الشرطة، أتذكر كل التضحيات التي يقدمها هؤلاء الأبطال كل يوم، وأتوجه لهم بخالص الشكر والتقدير على جهودهم الدؤوبة لجعل مجتمعاتنا أكثر أماناً، إنهم يستحقون كل التقدير والاحترام.
ففي كل مرة نرى فيها ضابط شرطة يرتدي الزي الأزرق الداكن وخوذته اللامعة، دعونا نتذكر أنهم ليسوا مجرد أفراد يرتدون زياً رسمياً، بل إنهم أبطال يحموننا من الأذى، فلنحترم عملهم ونقدر تضحياتهم، فبدونهم، سيكون مجتمعنا أقل أمناً بكثير.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here