وتروي النصوص الإنجيلية أن يسوع اصطحب تلاميذه إلى جبل الزيتون، حيث باركهم وارتفع عن الأرض، واختفى في السحاب. وقف التلاميذ يتطلعون إلى السماء وهو يصعد، حتى ظهر ملكان وأخبروهم أن يسوع سيعود بنفس الطريقة التي صعد بها.
ويشير عيد الصعود إلى العديد من المعاني اللاهوتية العميقة. فهو يرمز إلى انتصار المسيح على الموت، وإكمال مهمته على الأرض، وعودته إلى الآب السماوي. كما يمثل أيضًا الارتقاء الروحي للمؤمنين نحو السماء، وتشوقهم للوطن السماوي الحقيقي.
وإلى جانب المعاني اللاهوتية، فإن عيد الصعود يحمل أيضًا أبعادًا رمزية وتاريخية. فهو يذكرنا بقوة الأمل والرجاء، وأن الانتصار النهائي على الشر هو من نصيب المؤمنين. كما أنه يقوي إيماننا بأن المسيح سيعود مرة أخرى، ويقيم ملكوته الأبدي.
وتختلف الطريقة التي يُحتفل بها بعيد الصعود بين الكنائس المسيحية المختلفة. ففي بعض الكنائس، تُقام صلوات خاصة وطقوس دينية احتفالًا بهذا العيد. وفي كنائس أخرى، تُنظم مواكب أو مسيرات رمزيًا لارتفاع المسيح إلى السماء.
بغض النظر عن الطريقة التي يتم بها الاحتفال بعيد الصعود، فإن جوهره يبقى ثابتًا: تذكير بالانتصار النهائي للمسيح على الموت، والرجاء في الحياة الأبدية التي تنتظر المؤمنين.
في هذا اليوم المبارك، أدعوك للتأمل في معنى عيد الصعود، وأن تجعل من هذا الاحتفال فرصة لتقوية إيمانك ورجائك. فالمسيح الذي صعد إلى السماء هو نفسه الذي سيعود مرة أخرى، ويأخذنا معه إلى وطنه الأبدي.
"فأنه كيف أن المسيح قام من بين الأموات، له باكورة الراقدين، لأنه إذ بالإنسان جاء الموت، فبالإنسان أيضًا جاء القيامة من الأموات. لأنه كما في آدم يموت الكل، هكذا في المسيح سيحيا الكل." (رسالة كورنثوس الأولى 15: 20-22)