عيد الصليب




تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مثل هذا اليوم من كل عام بعيد الصليب المقدس، تعود جذور هذا العيد إلى القرن الرابع الميلادي عندما وجدت القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح، وذلك بعد أن كلفها ابنها بالبحث عنه.
وقد قامت القديسة هيلانة ببناء كنيسة القيامة في المكان الذي وجد فيه الصليب، في مدينة القدس، وكان ذلك في سنة 335 ميلادية، وقد أصبح هذا اليوم عيدًا يُحتفل به في جميع أنحاء العالم المسيحي.
ويعتبر عيد الصليب من الأعياد المهمة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يُقام فيه قداس احتفالي في جميع الكنائس، وتتلى فيه صلوات خاصة بالصليب، وترنم الترانيم والألحان الروحية. كما تُقام مواكب دينية في بعض الكنائس، يحمل فيها الصليب المقدس، وتجوب الشوارع المحيطة بالكنيسة.
وإلى جانب أهميته الدينية، فإن عيد الصليب له أيضًا أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، فقد لعب الصليب دورًا بارزًا في تاريخ المسيحية، وكان رمزًا للإيمان المسيحي منذ العصور الأولى، ومن هنا تأتي أهميته بالنسبة للمسيحيين.
ويُقال إن الصليب الذي وجدته القديسة هيلانة هو الصليب الأصلي الذي صلب عليه السيد المسيح، وقد تم تقسيمه إلى أجزاء صغيرة تُسمى "الآثار المقدسة"، توزعت على الكنائس والمعابد المسيحية في جميع أنحاء العالم، ولا تزال حتى يومنا هذا تحظى بتقدير كبير.
وفي عيد الصليب، يتذكر المسيحيون آلام المسيح على الصليب، ويرفعون صلواتهم من أجل السلام والوحدة، ويُجددون إيمانهم بالله الآب والابن والروح القدس.