عين




يقولون أن العين تغني عن الكلام، فأنا أقول أن العين نافذة الروح، لا بل هي الروح، إذا تمكنت من التواصل بالعين مع شخص ما، فأنت في الحقيقة قد رأيت روحه وعرفت شخصيته.
فالعين مرآة تشعرك بما يدور في داخل الإنسان، تحكي قصص وانفعالات من الصعب أن تجد لها كلمات، قد ترى فيها شجاعة رجل لم يستطع أن يتكلم بها، وقد ترى رقة امرأة خجولة لم تتمكن من التعبير عنها، كما قد ترى حسرة رجل حزين كسرته الحياة.
ولكن لا تنظر بعينك فقط، بل انظر بقلبك، حتى ترى ما لا يراه الآخرون، انظر بعين الحب والرحمة، فسترى أشياء جميلة لا تراها العين العادية.
وقد نُسأل لماذا العين تحديداً، ولماذا لا تكون الأنف أو الأذن أو الفم، أليس لديهم دور مهم في حياتنا؟، بلى قد يكونوا مهمين، ولكن العين لها دور مختلف، دور خاص، دور لا يقارن به غيره من الأعضاء.
أولاً: لأن العين أول ما يخلق في الإنسان، فهي التي تشكل الجنين وهي أول ما يكتمل به في بطن أمه، وهذا دليل على أهميتها.
ثانياً: لأن العين هي التي يرى بها الإنسان الدنيا بكل ما فيها من جماليات، فهي التي تستمتع بكل منظر جميل، وهي التي تبكي من الحزن، وهي التي تتألم من الألم.
ثالثاً: لأن العين هي التي تعبر عن الإنسان، فهي التي تشعره بمن حوله، وهي التي تخبره عما يدور في داخلهم، لا أحد يستطيع إخفاء ما في داخله طالما كان قلب ناظر إليه.
رابعاً: لأن العين هي التي تجعلنا نعيش، هي التي تحركنا وهي التي تعطي الحياة للجسم، فبدون العيون كنا لنكون جثثاً متحركة ليس لها حياة.
فالعين نعمة من الله عز وجل،، نعمه عظيمة يجب أن نشكر الله عليها، وأن نحافظ عليها، فلا ننظر بها إلى ما يغضب الله، وأن نعتني بها ونحميها من أي مكروه.
فالعين كنز ثمين، يجب أن نعتني بها، فهي نافذة الروح، وهي طريقنا إلى العالم، وهي التي تجعلنا نعيش.