وُلد غازي القصيبي في الهفوف في 2 مارس 1940 وتلقى تعليمه في مدارس الظهران الأهلية، ثم أُرسل إلى الولايات المتحدة لإكمال تعليمه الثانوي ومن ثم إلى جامعة جنوب كاليفورنيا لدراسة العلوم السياسية، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1970.
بدأ غازي القصيبي حياته العملية كمدرس في جامعة الملك سعود، ثم عمل في وزارة الإعلام، ومستشارًا في الديوان الملكي، وسفيرًا لبلاده في البحرين وبريطانيا ولبنان، ووزيرًا للصحة، والصناعة والكهرباء، والمالية، وال خارجية، ورئيسًا لمجلس الشورى، وأمينًا عامًّا لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
عُرف القصيبي بآرائه الجريئة، ومواقفه الداعمة لقضايا الأمة الإسلامية، ومحاربة الإرهاب، ونبذ التطرف، والدفاع عن الإسلام الحنيف. وكان من أبرز المدافعين عن قضية فلسطين، ومناهضًا قويًّا للاحتلال الإسرائيلي. كما كان من أوائل المفكرين العرب الذين حذّروا من خطر المدّ الشيعي الصفوي، وضرورة التصدي لمشروعها التوسعي.
كان غازي القصيبي قارئًا نهمًا، ومحاضرًا بارعًا، وكاتبًا مبدعًا. وقد ترك خلفه إرثًا أدبيًّا وفكريًّا غنيًّا، حظي باهتمام النقاد والقراء على حد سواء.
من أشهر مؤلفات القصيبي رواياته "شقة الحرية"، و"دنسكو"، و"توقيع آخر"، ومجموعاته القصصية "دماء على جدار القصر"، و"المحطة 77"، و"عنبر رقم 6"، ودواوينه الشعرية "غدا.. أبدأ من جديد"، و"وحين أعاتب نفسي"، و"قصائد الوتر الوحيد"، وكتابه الفكري "العرب والإرهاب".
حاز القصيبي على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 2010، وجائزة سلطان العويس الثقافية في الإمارات العربية المتحدة عام 2009، وجائزة الأمير عبدالمحسن بن جلوي في الشعر عام 2008، وجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2007.
رحل غازي القصيبي عن عالمنا يوم 15 أغسطس 2010، عن عمر ناهز 70 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا ثقافيًّا وفكريًّا لا يُنسى.