أبطالٌ صُنعوا من حديد، أناسٌ طيبون تركوا أسرهم ودفء منازلهم ليحاربوا وحشًا لا يرحم، لم ولن يتنازلوا أبداً عن مبادئهم وعن أرضهم، هذه قصة غانتس، فريقٌ من الرجال الشجعان حفظوا تاريخ وطنٍ بأكمله.
القصة حدثت في الحرب العالمية الثانية، حيث غزت ألمانيا النازية أجزاءً كبيرة من أوروبا، لم تستطع بريطانيا الصمود أكثر من ذلك، قررت الانسحاب من فرنسا وتركها تحت رحمة الألمان.
لكن قبل الانسحاب، قامت بريطانيا بتجنيد كتيبة من الفلسطينيين العرب، سميت غانتس، كانت مهمة هذه الكتيبة تأمين انسحاب القوات البريطانية من فرنسا.
تكونت كتيبة غانتس من 600 مقاتل، كان قائدهم ضابطًا بريطانيًا شابًا اسمه أرشيبالد كاري، كانت مهمتهم صعبة للغاية، حيث كان عليهم المرور عبر خطوط العدو الألمانية.
انطلق غانتس من فرنسا في 10 حزيران 1940، واجهوا مقاومة شرسة من الألمان، لكنهم تمكنوا من الصمود والتقدم، واصلوا القتال لمدة شهر كامل، قطعوا خلالها مئات الكيلومترات.
في 10 تموز 1940، وصل غانتس إلى مدينة بوردو الفرنسية، حيث كان من المقرر إجلاء القوات البريطانية، لكن الألمان كانوا قد قطعوا الطريق عليهم، فقرروا مواجهة الألمان في معركة أخيرة.
دارت معركة شرسة بين غانتس والألمان، استمرت المعركة لمدة يومين، قتل فيها العشرات من غانتس، ولكنهم تمكنوا في النهاية من صد هجوم الألمان.
استطاع غانتس تأمين انسحاب القوات البريطانية من فرنسا، كما ساهموا في تأخير تقدم الألمان، مما سمح لبريطانيا بالاستعداد للدفاع عن نفسها.
بعد الحرب، حصل غانتس على وسام الشرف البريطاني، وتم الاحتفاء بهم كأبطال، لكن تضحياتهم سرعان ما طويت ونسيها التاريخ.
اليوم، نستذكر قصة غانتس، هؤلاء الرجال الشجعان الذين ضحوا بأنفسهم من أجل وطنهم، لعلها تذكرنا بأننا يجب أن نكون دائمًا مستعدين للدفاع عن مبادئنا وأرضنا مهما كانت التضحيات.