في عالم السياسة الدولي المعقد، تبدو جزر القمر مجرد نقطة صغيرة على الخريطة. ولكن بالنسبة للشعب الكوموري الذي يقطن هذه الجزر، فإن اسم رئيسهم، غزالي عثماني، يثير مشاعر قوية. منذ اعتلائه منصب الرئاسة في عام 2016، أصبح عثماني شخصية مثيرة للجدل، ووصفها البعض بأنها "صقر" والبعض الآخر بأنه "حمامة".
ولد غزالي عثماني في الأول من يناير عام 1959 في قرية ميتسودجي الصغيرة. التحق بالجيش في سن مبكرة وسرعان ما صعد في الرتب. في عام 1999، قاد انقلابًا عسكريًا ضد الرئيس حينئذ محمد تقي عبد الكريم. تولى منصب الرئاسة وأجرى انتخابات ديمقراطية، لكنه سرعان ما ألغى الدستور وحل البرلمان. تم إجباره على الاستقالة في عام 2002 بسبب ضغوط دولية.
في عام 2016، عاد عثماني إلى السلطة في انتخابات مثيرة للجدل شابتها مزاعم بحدوث مخالفات ونقص في الشفافية. منذ ذلك الحين، قاوم دعوات إجراء انتخابات مبكرة وشن حملة ضد المعارضة. كما اتهم بقمع حرية الصحافة وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
ولكن إلى جانب الجانب الاستبدادي في حكم عثماني، هناك أيضًا جانب مختلف. فقد عزز البنية التحتية للبلاد وجلب الاستقرار السياسي. كما عمل على تحسين العلاقات مع جيران جزر القمر، بما في ذلك فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.
لذا السؤال هو: هل عثماني صقر أم حمامة؟ الجواب المعقد هو أنه كلاهما. إنه زعيم استبدادي لا يتردد في استخدام القوة ضد خصومه. لكنه أيضًا رجل وطني لديه رؤية واضحة لمستقبل جزر القمر. سواء كنت تدعمه أم لا، فلا شك في أنه شخصية سياسية فريدة ترك بصمته على جزر القمر.