فرح شعبان




في زحمة الحياة اليومية وضوضائها، وعلى إيقاع الأحداث المتسارعة، ثمة الكثير من الفرح الذي يمر دون أن ننتبه إليه، يمر هنيئًا ولطيفًا دون أن نعي وجوده، دون أن نتوقف لتأمله والاستمتاع به، فنحن منشغلون بأشياء أخرى، منشغلون بالأمس ومشغولون بالغد، منشغلون بالهموم والمتاعب، منشغلون بالكثير من الأشياء التي تجعلنا نغمض أعيننا عن مصادر الفرح الموجودة حولنا، لكننا إن توقفنا قليلًا، وتأملنا في حياتنا اليومية، سنجد أن الفرح أنواع وأنواعه، وأنه موجود في كل لحظة وكل موقف وكل حدث، فقط علينا الانتباه إليه، أن نفتح قلوبنا وعقولنا لنتلقاه بكل حب وامتنان.

فرح شعبان هو فرح خاص فريد من نوعه، إنه فرح يعيشه المسلمون في شهر شعبان، فرح يستعدون به لفرح أعظم وأسمى، فرح رمضان، شعبان شهر الروحانيات وشهر التهيؤ لشهر رمضان، شهر البركات والخيرات، شهر الطاعات والعبادات، شهر التسامح والمحبة، ففيه نستعد لشهر رمضان، نعد أنفسنا لاستقباله بكل حب وترحاب، ففي شعبان نكثر من العبادات والطاعات، نكثر من قراءة القرآن الكريم، ونكثر من الصيام، ونكثر من الدعاء، ففرح هذا الشهر هو فرح روحي فرح إيماني، هو فرح نستعد به لفرح أعظم.

فرح شعبان هو فرح الأمل والتفاؤل، هو فرح نستقبل به شهر رمضان بكل شوق ولهفة، ففي هذا الشهر ننقي قلوبنا ونطهرها من الذنوب والآثام، نستعد لشهر الصيام بكل إيمان وعزيمة، ففي هذا الشهر نتعلم الصبر والتحمل، نتعلم كيف نغلب أنفسنا ونروضها على الطاعة وعلى العبادة، ففرح شعبان هو فرح نستعد به لفرح أكبر وأعظم، فرح رمضان.

فرح شعبان هو فرح المحبة والتسامح، ففيه نكثف من صلتنا بالأرحام والأصدقاء، نكثف من أعمال الخير والبر، ففيه نكثر من الصدقات والتبرعات، نكثر من مساعدة المحتاجين والفقراء، ففرح شعبان هو فرح الرحمة والبر، هو فرح نتبادل فيه المحبة والتسامح، ففي هذا الشهر نغفر لمن ظلمنا، ونسامح من أخطأ في حقنا، ففرح شعبان هو فرح نستعد به لفرح أعظم، فرح رمضان.

فرح شعبان هو فرح خاص فريد من نوعه، إنه فرح نستعد به لفرح أعظم، هو فرح الروح والإيمان، هو فرح الأمل والتفاؤل، هو فرح المحبة والتسامح، ففي هذا الشهر نستقبل شهر رمضان بكل شوق ولهفة، نستعد له بكل حب وترحاب، ففرح شعبان هو فرح بداية الخير والبركات.