بينما تستعد فرنسا وإسبانيا لمواجهة بعضهما البعض على أرض الملعب، فإن صراعهما الطويل والمتعدد الأوجه هو ما يجعلهما خصمين رائعين.
بدأت العلاقات المتوترة بين البلدين في القرن السادس عشر، عندما ادعى الملوك الفرنسيون حقوقهم على العرش الإسباني. أدى هذا إلى سلسلة من الحروب، بما في ذلك حرب الخلافة الإسبانية في القرن الثامن عشر، والتي استمرت لأكثر من اثني عشر عامًا وتسببت في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص.
في القرن التاسع عشر، تحالفت فرنسا وإسبانيا لفترة وجيزة ضد البرتغال، لكن هذا التحالف لم يدم طويلاً. في عام 1808، غزا نابليون بونابرت إسبانيا، مما أدى إلى حرب شبه الجزيرة الدامية، والتي أنهت حكمه لإسبانيا وأضعفت قوته بشكل كبير.
في القرن العشرين، حاربت فرنسا وإسبانيا على جوانب مختلفة خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين بعض التقلبات، حيث عملت معًا بشأن بعض القضايا، مثل مكافحة الإرهاب، لكنها واجهت أيضًا بعض التوترات، مثل قضية كاتالونيا.
وعلى الرغم من تاريخهما الطويل من الصراع، فإن فرنسا وإسبانيا الآن حليفتان وثيقتان في الاتحاد الأوروبي. لديهم ثقافات وروابط اقتصادية قوية، ويتعاونون بشأن مجموعة واسعة من القضايا. ومع ذلك، عند دخولهما إلى ملعب كرة القدم، فإن عداءهم القديم سيعود بلا شك إلى الظهور.
إسبانيا بلد شغوف بكرة القدم، مع وجود اثنين من الفرق الأكثر نجاحًا في العالم، ريال مدريد وبرشلونة. فرنسا أيضًا ليست بعيدة عن الركب، حيث فازت بكأس العالم مرتين. ومن المؤكد أن المباراة بين هذين العملاقين ستكون مباراة مثيرة وحماسية.
إذن ما الذي يمكن توقعه عندما تواجه فرنسا وإسبانيا بعضهما البعض؟ كل شيء. يمكن أن تكون كرة القدم لعبة غير متوقعة، وهذا هو ما يجعلها رائعة. لكن شيئًا واحدًا مؤكدًا: سيكون صراعًا بين خصمين تاريخيين، وسيبذل كلاهما قصارى جهده للفوز.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here