تعالوا معنا في رحلة عبر الزمن نستكشف فيها تاريخ أحد أعرق وأقدم الأندية الرياضية في مصر وعضو في نادي القرن الأفريقي، إنه الاتحاد السكندري، فريق الشعب الذي يعتز أبناء عروس البحر المتوسط بانتمائهم إليه.
كانت البداية في أوائل القرن العشرين، حيث اجتمع مجموعة من الشباب المتحمسين لرياضة كرة القدم في أحد شوارع حي بحري العريق بالإسكندرية، وتحت شجرة جميز ضخمة، أسسوا فريقًا أطلقوا عليه اسم "الاتحاد"، وذلك في يوم الأربعاء 15 ديسمبر عام 1914، ليبدأ رحلة نضال وكفاح طويلة وشاقة.
لم يكن الطريق أمام الفريق مفروشًا بالورود، إذ واجه الكثير من الصعوبات والانتكاسات، خاصةً في ظل الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة التي مرت بها مصر آنذاك، لكن إرادة أبناء الاتحاد كانت أقوى من أي عقبة.
بعد سنوات من الكفاح الدءوب والمشاركة في دوريات الدرجات الأدنى، تمكن فريق الاتحاد السكندري من تحقيق إنجاز تاريخي بالصعود إلى دوري الدرجة الأولى المصري لأول مرة في موسم 1948/1949، ليكون هذا الإنجاز نقطة تحول في تاريخ النادي.
ومنذ ذلك الحين، أصبح الاتحاد السكندري أحد أبرز الفرق في الدوري المصري، واستطاع أن يحرز العديد من الإنجازات المشرفة، كان أبرزها الفوز بكأس مصر مرتين متتاليتين في عامي 1963 و1964، بالإضافة إلى حصوله على المركز الثاني في الدوري المصري ثلاث مرات في أعوام 1965 و1966 و1971.
لعب ملعب مرسي أبو العباس، الذي يعتبر معقل فريق الاتحاد السكندري، دورًا كبيرًا في صناعة تاريخ النادي، حيث شهد هذا الملعب الأسطوري العديد من اللحظات البطولية والإنجازات المشرفة التي بقيت محفورة في ذاكرة أبناء الإسكندرية.
ويُعد ملعب مرسي أبو العباس أحد أقدم الملاعب في مصر، فقد تم إنشاؤه عام 1929، ويقع في حي الجمرك بالقرب من كورنيش الإسكندرية الساحر، ما يمنحه طابعًا خاصًا وجمالية فريدة.
على مدار تاريخه الطويل، برز في فريق الاتحاد السكندري العديد من النجوم واللاعبين المتميزين الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ النادي والكرة المصرية بشكل عام.
ومن أبرز هؤلاء النجوم: محمود حنفي، وعبد العزيز الرشيدي، والراحل طاهر الشيخ، ومحمود الخواجة، ومحمود أبو الدهب، وخالد الغندور، وأحمد المحمدي، وغيرهم الكثير من الأسماء التي سطرت أمجاد الاتحاد في مختلف البطولات.
فريق الاتحاد السكندري هو أكثر من مجرد نادٍ رياضي، إنه رمز نضال وإصرار أبناء عروس البحر المتوسط، الذين واجهوا الصعوبات والتحديات بصبر وعزيمة، واستطاعوا أن يحققوا إنجازات مشرفة رفعوا بها اسم مدينتهم عاليًا.
اليوم، يقف فريق الاتحاد السكندري شامخًا كصرح رياضي كبير، ويواصل أبناؤه كتابة فصول جديدة من تاريخ هذا النادي العريق، حاملين راية الإخلاص والانتماء لقلعة مرسي أبو العباس.
هل أنت أحد أبناء الاتحاد السكندري؟ شاركنا ذكرياتك وقصصك المثيرة مع هذا النادي العريق، ودعنا نحتفي معًا بتاريخه المجيد ونحفز الأجيال القادمة على السير على خطى أساطيرنا.