بين أزقة المدينة الضيقة المتعرجة، وجدت نفسي منجذبة إلى حانٍ صغير هادئ. عندما فتحت الباب الخشبي القديم، انتشرت رائحة التوابل المحمصة في الهواء. في إحدى الزوايا، رأيت رجلاً يجلس بجانب موقد، يمسك ببطاقة في يده.
اقتربت من الرجل، وكان يرتدي رداءً أسودًا به غطاء رأس، ويحمل عصا خشبية مزينة بنقوش غريبة. كان وجهه مخفيًا في الظلام، لكن عينيه كانتا تتألقان ببريق غامض.
"هل يمكنني مساعدتك؟" سأل بصوت رخيم.
"نعم،" أجبت. "أبحث عن ساحر."
ابتسم الرجل تحت قناعه. "أنا الساحر، يا سيدتي. ما الذي تبحثين عنه؟"
أخبرته عن رغبتي في معرفة مستقبلي. أخرج الرجل أوراقًا وبدأ في ترتيبها أمامي. ثم قال، "ارفعي بطاقة، يا سيدتي."
رفعت ورقة وحملتها بين يدي. لقد كانت صورة امرأة شابة، شعرها منسدل على كتفيها وعيناها زرقاوان ناصعتان. "هذه هي أنت،" قال الساحر. "إنك امرأة قوية وعاطفية، لكنك تملك أيضًا جانبًا غامضًا."
استمر الساحر في قراءة البطاقات، واصفًا حياتي الماضية والحاضرة والمستقبلية بدقة مذهلة. تحدث عن التحديات التي سأواجهها، والأفراح التي تنتظرني. شعرت بأن قلبي يتسارع، ومزيج من الإثارة والترقب يلفني.
عندما انتهى الساحر من قراءته، أخذ الوقت الكافي لشرح معنى كل بطاقة لي. لقد كان معلمًا حكيمًا بالإضافة إلى كونه ساحرًا. تركت الحانة بشعور جديد من الوضوح والإثارة. لم أكن أعرف ما يخبئه المستقبل لي، لكنني كنت واثقة من قدرتي على مواجهة أي شيء.
عندما أربع في وقت لاحق، أدركت أنني تركت ورقة البطاقات في الحانة. عدت إلى هناك على الفور، لكن الحانة كانت مغلقة. نظرت من النافذة، ورأيت الساحر جالسًا بجوار الموقد، لا يزال يحمل بطاقاته.
طرقت على الباب، وفتحته لي الساحر بابتسامة. "لقد تركتِ بطاقاتك، يا سيدتي."
أخذت الأوراق وشكرت الساحر على مساعدته. عندما كنت على وشك الرحيل، أخبرني، "تذكري، يا سيدتي، أن المستقبل ليس محددًا. أنتِ صاحبة اختيارك، ويمكنكِ تشكيل مسارك الخاص."
ابتسمت وواصلت طريقي. كانت كلمات الساحر تدور في ذهني، تذكرني بأنني أنا من يحدد مصيري.