فقيه




التقيت بالفقيه في مكتبة عامة. لقد كان رجلاً مسنًا ذا لحية بيضاء وعيون لامعة. كان يجلس عند طاولة، محاطًا بالكتب، ويقرأ بتركيز شديد. بدوت مهتمًا به، فاقتربت منه وسألته عن الكتب التي يقرأها.

أجابني بصوت لطيف: "أنا أقرأ عن التاريخ الإسلامي. لقد كنت مهتمًا دائمًا بتاريخ الإسلام، وأنا أحب التعرف على العلماء والمفكرين المسلمين الذين أسهموا في تشكيل هذه الحضارة العظيمة."

أخبرني الفقيه عن شغفه بالإسلام وكيف كان حريصًا دائمًا على دراسة النصوص الإسلامية الأصلية. أخبرني عن رحلاته إلى مكتبات مختلفة في جميع أنحاء العالم بحثًا عن المخطوطات النادرة. لقد كان شغفًا حقيقيًا بالمعرفة :)

بينما كنا نتحدث، لاحظت أن الفقيه لم يكن مجرد قارئ متعطش؛ لقد كان أيضًا مفكرًا عميقًا. كانت لديه آراء مدروسة حول مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الفلسفة والقانون والسياسة. لقد كان منفتحًا أيضًا على الآراء الأخرى، وكان دائمًا مهتمًا بمناقشة أفكاره مع الآخرين.

لقد قضيت ساعات في التحدث مع الفقيه. لقد كان وقتًا ثمينًا واستثنائيًا. لقد غادرت مكتبة ذلك اليوم وأنا أشعر بأنني أكثر معرفة وثراءً. لقد تعرفت على رجل عظيم، وإنسان حكيم، ومصدر إلهام حقيقي.

ومنذ ذلك اليوم فصاعدًا، بقيت على اتصال مع الفقيه. لقد التقينا في المكتبة بشكل متكرر لمناقشة الكتب التي نقرأها والأفكار التي نستكشفها. وأصبحت صداقتنا أكثر عمقًا بمرور الوقت.

توفي الفقيه في العام الماضي. لقد فجعت وفقدت صديقًا عزيزًا ومعلمًا عظيمًا. ولكن إرثه سيظل قائمًا. فقد ترك وراءه ثروة من المعرفة والمجالس التي لا تُنسى، والتي ستستمر في إلهام الأجيال القادمة من العلماء والمفكرين.

في ذكرى الفقيه، أود أن أشاركه هذه الكلمات: "إن العالم حديقة، والعلماء قطافها". وقد كان الفقيه أحد العلماء العظماء والمفكرين الذين عملوا بجد لزراعة هذه الحديقة. ولن يُنسى عمله وإسهاماته أبداً.