فيديو تحرش الأطباء




في واقعة صادمة ومؤلمة، انتشر مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يظهر مجموعة من الأطباء الشباب في مصر يعترفون بالتحرش بفتيات في الشارع وبعض مريضاتهم من السيدات. وقد أثار هذا الفيديو غضبًا عارمًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمجتمع المصري بشكل عام، وطالب الكثيرون بمحاسبة المتورطين وإنزال أشد العقوبات عليهم.

وفي هذا السياق، سارعت وزارة الصحة المصرية ونقابة الأطباء إلى إصدار بيانات أدانت فيها هذا السلوك المشين وأكدت على رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التحرش أو الاعتداء، مشددة على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لمعاقبة المتورطين.

كما قامت الجهات المعنية باستدعاء الأطباء المتهمين للتحقيق معهم، ومن المتوقع أن يتم اتخاذ قرارات صارمة ضدهم قد تصل إلى الفصل من العمل أو الشطب من النقابة.

ويأتي هذا الحادث ليُلقي الضوء على ظاهرة خطيرة ومقلقة ألا وهي التحرش الجنسي في المجتمع المصري، والتي أصبحت منتشرة بشكل كبير في مختلف الأماكن العامة والخاصة.

ورغم الجهود التي تبذلها الحكومة والمؤسسات المجتمعية لمكافحة التحرش، إلا أن هذه الظاهرة لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا يتطلب تضافر جهود جميع أفراد المجتمع للقضاء عليها.

يجب أن نتصدى لتحرش الأطباء

لا يمكن السكوت عن هذه الجريمة الشنعاء التي يرتكبها بعض الأطباء، والتي تنتهك حرمة المهنة الطبية وتسيء إلى سمعة الأطباء الشرفاء. ومن الضروري أن تقف نقابة الأطباء في وجه هؤلاء المتورطين وتحاسبهم بأشد العقوبات، حتى لا يشعر غيرهم بالإفلات من العقاب.

كما يجب على وزارة الصحة اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، من خلال توعية الأطباء بأخلاقيات المهنة واحترام حقوق المرضى، بالإضافة إلى وضع آليات فعالة لمعاقبة أي طبيب يتورط في مثل هذه السلوكيات المشينة.

دور المجتمع في مكافحة التحرش

لا يقتصر دور مكافحة التحرش على الجهات الرسمية فقط، بل يجب أن يكون هناك دور فعال للمجتمع في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة. ويمكن ذلك من خلال:

  • التوعية المجتمعية بمخاطر التحرش وأهمية الإبلاغ عنه.
  • توفير الدعم النفسي للضحايا وإبلاغهم بحقوقهم القانونية.
  • دعم المبادرات التي تهدف إلى الحد من التحرش، سواء في الأماكن العامة أو الخاصة.

يجب أن نكون جميعًا جزءًا من الحل

التحرش جريمة لا يقتصر تأثيرها على الضحايا وحدهم، بل يمتد إلى المجتمع بأكمله، ويخلق أجواء من الخوف وعدم الأمان. ومن الضروري أن تكون لدينا جميعًا الشجاعة للإبلاغ عن أي حالة تحرش يتعرض لها أي شخص، حتى نتمكن من القضاء على هذه الظاهرة البغيضة من جذورها.